للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عداء اليهود لرسول صلى الله عليه وسلم]

جاء اليهود إلى نبي هذه الأمة ورسول هذه الملة، خير الأنبياء وخير الناس أجمعين، سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، جاءوا إليه فكذبوه، ولم يصدقوه، وفي توراتهم تبشير به، يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، يعلمون أنه جاء بالحق، وأنه رسول من عند الله، فكذبوه، وقالوا: ما بُشر به، ولا أخبرنا نبينا به، ثم جاءوا إليه يحاولون تكذيبه ورده وصده، فلما هاجر إلى المدينة احتضنوا المنافقين وألَّبوهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم لم يكتفوا بهذا، بل ألَّبوا المشركين في غزوة الخندق والأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم لم يكتفوا بهذا، بل جاء خبيثهم لبيد بن الأعصم عليه لعنة الله، فسحر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ جزءاً من شعره في مشط ومشاطة، فسحر نبي هذه الأمة، حكمة من الله أرادها، فكان كما تقول عائشة رضي الله عنها: [يفعل أشياء ولا يدري أنه فعلها، ويتكلم بأمور لا يشعر أنه يتكلم عليه الصلاة والسلام] ثم نجاه الله منهم.

ثم لم يكتفوا بهذا، بل جاءت يهودية، فقرَّبت إليه شاةً ووضعَت فيها سُمَّاً، تريد قتل نبي هذه الأمة، فأراد أن يأكل منها، فأكل شيئاً قليلاً، فأخبره الله جلَّ وعلا أن الشاة مسمومة، فتركها عليه الصلاة والسلام، ولا زال يتجرع مرارة هذا السم حتى توفَّاه الله جلَّ وعلا.

جاء في يوم من الأيام إلى أحد أحيائهم، فلما اقترب عند سطح من السطوح، جاء أحدهم من فوق هذا السطح، ليرمي بصخرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} [البقرة:٨٧].

هذا هو تاريخهم مع الله جلَّ وعلا، ومع الأنبياء ومع الكتب والرسالات.

فهاهم في التوراة يأتون إليها، فيكتبون ما تهوى أنفسهم فيها، وينسبونها إلى الله جلَّ وعلا: {فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة:٧٩] ومحوا بعضه، ولبَّسوا الحق بالباطل: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:٤٢].

قتلوا عشرات بل مئات من الأنبياء والمرسلين، هذا فعلهم في أنبياء الله، فكيف بفعلهم في الناس ومن هم دون الأنبياء؟!

إنهم الذين أخبر الله عنهم: {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة:٦٠].

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم.