عبادة الله عز وجل أمرٌ عظيم، ولكن يشتكي البعض من أنهم يرجعون من العمل في وقت صلاة المغرب متعبين، وهذا يعيقهم عن صلاة الفجر، ويقومون بصعوبة، وربما قد يقول هذا الأخ أيضاً: لقد هجرنا قيام الليل وقراءة القرآن ولا حول ولا قوة إلا بالله؟
الجواب
الذي يقول: نعمل إلى المغرب ولا نستطيع أن نقوم الليل، فقد علم الله عز وجل عنهم، وأنزل فيهم آية، تتعجب وتقول: ما هي هذه الآية؟ أقول لك: إنه قول الله: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}[المزمل:٢٠] أي: عندهم أعمال، يبتغون من فضل الله: أي: الرزق: {وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}[المزمل:٢٠] ماذا يفعلون هؤلاء يا رب؟ قال:{فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ}[المزمل:٢٠] أي: حتى أولئك: اقرءوا ما تيسر منه ليسوا معذورين، هذا في صلاة الليل، ما تيسر ولو كانت عشر دقائق، يقول عليه الصلاة والسلام:(من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين).
ألا تستطيع يا عبد الله؟! لا أحد يقول لي: لا أستطيع، أقول لك: تستطيع ولو بعشر آيات، وإياك إياك أن تفرط بالوتر، ولو كان قبل النوم كما قال أبو هريرة عن وصية النبي صلى الله عليه وسلم:(وأن أوتر قبل أن أنام) أفضله آخر الليل، فإن كنت لا تستطيع فأوتر أول الليل، ولا تقل: لا أستطيع القيام لصلاة الفجر فإنه لا عذر لك، لا عذر بالتخلي عن صلاة الفجر، لا عمل ولا غيره، هذه خمس صلوات، كانت خمسين فجعلها الله خمساً، فهي خمسون في الأجر وخمسٌ في العمل، وبعد هذا تتكاسل لا يا عبد الله! ليصدقن فيك قول الله جل وعلا:{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً * إِلَّا مَنْ تَابَ}[مريم:٥٩ - ٦٠] تب إلى الله جل وعلا، واعلم أن صلاة الفجر لا عذر لك فيها، أما قيام الليل فخففها واجعلها ركعات بسيطة ولو كانت بعشر آيات.