للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حال الأمة الإسلامية في هذا الزمن]

إن النصر عند المسلمين في هذا الزمن ليس نصر الحروب والمجد، بل أصبح في بعض الأمور التافهة، مثل: لعب الكرة، والرياضة ليست بحرام، وأنا لا أحرم الرياضة، ولا لعب الكرة إذا كانت بقدر مباح، ولكن إذا تجاوز الأمر حتى صارت انتصارات المسلمين في ملاعب الكرة، وصار المسلمون يكرهون بعضهم بعضاً لأجل الكرة ولأجل الملاعب فحرام، أيها الأخ العزيز! ما الذي يحدث في ملاعبنا؟! وما الذي يجري في مبارياتنا؟! المسلمون يريدون الانتصار لكن ليس في المعارك بل في الكرة، وأخبرك أن اللعب ليس بحرام ولكنه بقدر، اسمع الشاعر كيف يصف أحوال المسلمين.

للأسف:

عربات تدفقت تشبه الهائج الخضم

وعليها تكومت زمرٌ طيشها احتدم

ماجت الأرض بالورود وداء الضجيج عم

فتساءلت والأسى ينبض القلب بالألم

هل فلسطين حررت وقطاف العناء تم

أم بـ كشمير دمرت قوة الغاصب الأذم

قيل لا بل فريقنا فاز في لعبة القدم

أي سخف مدمر عن فساد الشعوب نم

وإلى أي خيبة هبطت هذه الأمم

ألف مليون أصبحوا كغثاء بشط يم

ومصلى نبيهم بيد اللص يقتسم

أنا أقسمت بالذي برأ الكون من عدم

وكسا ثوب عزة كل من بالهدى اعتصم

إن ركنا لعزنا وقنعنا بالنعم

فخطى الخصم ماضيات من القدس للحرم

عندها يندم الجميع يوم لا ينفع الندم

صار عزنا اليوم في المباريات، يقولون: نجم، على أي شيء صار نجماً أو صار بطلاً؟ لأنه غنى أغنية، أو لأنه مثل في مسلسل، حتى صار القدوات اليوم للشباب ليس صلاح الدين، صار القدوات في هذا الزمن إما ممثل أو ممثلة، أو مطرب أو مطربة، أو مغني أو مغنية، أين صلاح الدين؟ أين سعد بن أبي وقاص أول رامٍ في الإسلام؟ أين علي بن أبي طالب أول فدائيٍ في الإسلام؟ أين الشيخان أبو بكر وعمر، أين أولئك الأبطال؟ نسوا إلا ممن رحم الله جل وعلا، صار الشاب الصغير منذ صغره يعلق على فنيلته وعلى ملابسه بعض صور أعداء الله، صور أناس عرفوا بأنهم يتعاطون المخدرات أو ماتوا بتعاطي المخدرات.