وقال الحافظ في الفتح ٤/ ٩٣: "وفي رواية يحيى بن سليم، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أخرجه ابن حبان، والبزار، وقال البزار: إن يحيى بن سليم أخطأ فيه، وهو كما قال، وهو ضعيف في عبيد الله بن عمر". نقول: إن يحيى بن سليم من رجال الصحيحين، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (٧١٢٧) في مسند أبي يعلى الموصلي، وبينا أنه حسن الحديث، وليس هناك ما يدفعنا إلى تضعيفه، وتضعيف هذا الحديث به، وقد أخرج مسلم حديث ابن عمر بلفظ "إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كلما بدأ، وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها". ومن طريق مسلم أخرجه ابن حزم في المحلى ٧/ ٢٨٢. والحديث في الإحسان ٦/ ١٧ برقم (٣٧١٩). وأخرجه البزار ٢/ ٥٠ برقم (١١٨٢) من طريق الحسن بن يونس، حدثنا يحيى بن سليم الطائفي، بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٣/ ٢٩٩ باب: إن الإيمان ليأرز إلى المدينة، وقال: "رواه البزار وقال: .... قلت: يحيى بن سليم من رجال الصحيحين، وقد يكون روى عن ابن عمر وأبي هريرة، فلا مانع، فإن رجاله ثقات". وحديث أبي هريرة عند البخاري في فضائل المدينة (١٨٧٦) باب: الإيمان يأرز إلى المدينة، ومسلم في الإيمان (١٤٧) باب: بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً، وابن حبان في الإحسان ٦/ ١٧ برقم (٣٧٢٠). وانظر حديث سعد بن أبي وقاص في المسند .. ويأرز أي: ينضم ويجتمع بعضه إلى بعض فيها. (١) لفظة "بن" ساقطة من (س). (٢) في النسختين "الذهبي" وهو تصحيف.