وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق". نقول: ان تفرد عبد الرزاق به ليس بعلة، فهو إمام صاحب تصانيف. وأخرجه البزار ٢/ ٤٠٣ برقم (١٩٦٣)، والشهاب في المسند ٢/ ١٦ برقم (٧٩٣) والبخاري في الأدب المفرد برقم (٤٤٦)، من طريق كثير بن حبيب، حدثنا ثابت، عن أَنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا كان الخرق في شيء الله شانه، وإن الله رفيق يحب الرفق". وهذا لفظ البزار. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٨/ ١٨ باب: ما جاء في الرفق وقال: "رواه البزار، وفيه كثير بن حبيب، وثقه ابن أبي حاتم، وفيه لين، وبقية رجاله ثقات". نقول: كثير بن حبيب- أبو سعيد- الليثي، ترجمه البخاري في الكبير ٧/ ٢١٧ - ٢١٨ ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٧/ ١٥٠: "سألته عنه -يعني سأل أباه- فقال: لا بأس به"، ووثقه ابن حبان ٧/ ٣٥٤ - ٣٥٥. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" ٣/ ٤٠٣: "كثير بن حبيب الليثي، عن ثابت البناني، وثقه ابن أبي حاتم ... " ولم يورد فيه جرحاً، وإنما أورد له حديثاً (إن لكل نبي منبراً من نور ... ) وقال: "هذا حديث غريب جداً في الرواية لأبي نعيم". وقال الحافظ في تقريبه: "لا بأس به". فمثله عندنا جيد الحديث والله أعلم. وانظر جامع الأصول ٣/ ٦٢٢ - ٦٢٣. ويشهد لحديثنا حديث عائشة عند مسلم في البر والصلة (٢٥٩٤) باب: فضل الرفق، ولفظه "إن الرفق لا يكون في شيء الله زانه، ولا ينزع من شيء إلا شأنه". وقد استوفيت تخريجه في "صحيح ابن حبان" برقم (٥٥٠).