للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - باب رواية الحديث لمن فهمه ومَن لا يفهمه

٧٢ - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني (١)، حَدّثَنَا أبو داود، حَدَّثَنَا شعبة، عن عمر بن سليمان، قَالَ سمعت عبد الرحمن بن أبان يحدّث عن أبيه قال:

خَرَجَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ نِصْفَ النَّهَارِ، قَالَ: قُلْتُ: مَا بَعَثَ إِلَيْهِ هذِهِ السَّاعَةَ إِلا لِشَيْءٍ سَألَهُ عَنْهُ، قسَالْتُهُ فَقَالَ: سَألَنَا عَنْ أشْيَاءَ سَمِعْنَاهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، سَمِعْتُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "نَضَّرَ اللهُ امْرَءاً سَمعَ مِنَّا حَديثاً فَبَلَّغَهُ غَيْرَهُ، فرب حَامِلِ فِقْهٍ إِلى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ. ثَلَاثٌ لا يُغِلُّ (٢) عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلّهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلاةِ الأمْرِ، وَلُزومُ الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ (٣). وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا نِيَّتَهُ فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ أمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ


= ثقة، وفي أشياخ أحمد من لم يسم". وفاته أن ينسبه إلى البزار. ويشهد له حديث أبي الدرداء وقد استوفيت تخريجه في مسند أبي يعلى الموصلي برقم (٥١٠٩).
(١) تقدم التعريف به عند الحديث (٣٩).
(٢) من الإغلال، وهو الخيانة في كل شيء. ويروى "يَغِلُّ"-بفتح الياء- من الغِلّ وهو الحقد والشحناء، أي: لا يدخله حقد يزيله عن الحق. وروي "يَغِلُ " -بفتح الياء وتخفيف الغين المعجمة المكسورة- من الوغول، وهو الدخول في الشر.
وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" ٤/ ٣٧٦ "وأما الحديث (ثلاثُ لا يُغِلُّ ... ) فمن قال: (لا يُغِلُّ) فهو من الإِغلال، وهو الخيانة. ومن قال: (لا يَغِلُّ) فهو من الغِلِّ والضغن ... ".
(٣) تحيط من ورائهم، أي: تحدق بهم من جميع جوانبهم، ويقال: حَاطَهُ، وأحَاطَ بهِ.=

<<  <  ج: ص:  >  >>