وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب. وقد روى الأعمش وغيره عن حبيب ابن أبي ثابت، عن أبي صالح، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً، وأصحاب الأعمش لم يذكروا فيه: عن أبي هريرة". نقول: وهذه ليست بعلة يُعل بها الحديث ما دام من وصله ثقة. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/ ٢٩٠ باب: ما جاء في عمل السر، بلفظ "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أعمل عملاً يطلع عليه غيري فيعجبني. قال: لك أجران: أجر السر، وأجر العلانية". وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات". وقال الترمذي: "وقد فسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال: إذا اطلع عليه فأعجبه، فإنما معناه أن يعجبه ثناء الناس عليه بالخير، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنتم شهداء الله في الأرض)، فيعجبه ثناء الناس عليه لهذا: لما يرجو بثناء الناس عليه، فأما إذا أعجبه ليعلم الناس منه الخَير ليكرم على ذلك ويعظم عليه، فهذا رياء. وقال بعض أهل العلم: إذا اطلع عليه فأعجبه رجاء أن يعمل بعمله فيكون له مثل أجورهم، فهذا له مذهب أيضاً". (١) في الأصلين: "أبو يحيى، حدثنا أبو محمد بن عبد الرحيم" ولكن الناسخ قد ضرب على "حدثنا أبو".