وروى حديث جابر، عن فليح أبو تميلة أيضاً، وقد روى عنه أيضاً حديث أبي هريرة، فسقطت رواية يونس، وأبي تميلة، لأن كلاً منهما قد رواه بالطريقين كما بين ذلك البيهقي، وبقيت رواية محمد بن الصلت، عن فليح حديث أبيِ هريرة سالمة بلا تعارض. كيف وقد وجدنا له متابعاً على روايته؟ فإن أبا مسعود الدمشقي ذكر أن الهيثم بن جميل رواه عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة، كما رواه محمد ابن الصلت. قال أبو مسعود: فصار مرجع الحديث إلى أبي هريرة". وقال الحافظ في الفتح ٢/ ٤٧٤: "والذي يغلب على الظن أن الاختلاف فيه من فليح، فلعل شيخه سمعه من جابر، ومن أبي هريرة. ويقوي ذلك اختلاف اللفظين. وقد رجح البخاري أنه عن جابر، وخالفه أبومسعود، والبيهقي فرجحا أنه عن أبي هريرة، ولم يظهر لي في ذلك ترجيح والله أعلم". نقول: ما فائدة الترجيح والحديثان صحيحان وهما في باب واحد وليس بين الحديثين تعارض أو تضاد حتى نلجأ إلى الترجيح لنعمل بالأقوى؟. وفي الباب عن ابن عمر عند أبي داود في الصلاة (١١٥٦) باب: الخروج إلى العيد، وابن ماجه في الإقامة (١٢٩٩) باب: ما جاء في الخروج يوم العيد، والبيهقي ٣/ ٣٠٩. وله شواهد أخرى ذكرها الشوكاني في "نيل الأوطار" ٣/ ٣٥٧ - ٣٥٨ وقد تحدث عن الحكمة في مخالفته - صلى الله عليه وسلم - الطريق في الذهاب والرجوع، فانظره. وانظر بداية المجتهد ١/ ٢٨٤ - ٢٨٥، ومجموع النووي ٥/ ١١ - ١٢.