للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٨ - باب حسن الظن بالله تعالى]

٧١٦ - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني (١)، حدثنا عمرو بن عثمان، - حدثنا أبي، حدثنا محمد بن المهاجر، عن يزيد بن عَبيدة، عن حيان أبي النضر، قال: خرجت عائداً ليزيد بن الأسود.

فَلَقِيتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأسْقَعِ وَهُوَ يُريدُ عِيَادَتَهُ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى وَاثِلَةَ، بَسَطَ يَدَهُ وَجَعَلَ يُشِيرُ إلَيْهِ، فَأقْبَلَ وَاثِلَةُ حَتَّى جَلَسَ، فَأَخَذَ يَزيدُ بِكَفَّيْ وَاثِلَةَ فَجَعَلَهُمَا عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ وَاثِلَةُ: كَيْفَ ظَنُّكَ بِاللهِ؟ قَالَ: ظَنِّي بِاللهِ وَاللهِ حَسَن. قَالَ: فَابْشِرْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقُولُ: "قَالَ الله -جَلَّ وَعَلا-: أنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ خَيْراً له، وَإِن ظَنَّ شَراً فَلَهُ" (٢).


= وتسليته، وتعزية المصاب ومواساته، ومشاركة المسلمين آمالهم وآلامهم وتطلعاتهم، والسلام عليهم، ومد يد العون إلى محتاجيهم ... إن هذه الأحاديث، وأمثالها تجعل هذا كله بعض أوامر الدين، وسبيلاً من السبل التي توصل الساعي إلى مرضاة رب العالمين. فهي لا تهتم بزخرفة الألفاظ، وطنطنة التراكيب، وخداع الشعارات، وإنما اعتمادها على العمل {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: ٣٩]. فالخدمات العامة، والإِحسان إلى الآخرين، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر- مهما كان قليلاً- هو الذي يعلي درجات المرء عند الله تعالى لأنه يسهم ببناء المجتمع الذي وصفه الرسول الكريم بقوله: "مَثَلُ المؤمنين فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهم مَثَلُ الْجَسَدِ، إذَا اشْتَكَى مِنْهً عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بالسَّهر وَالحُمَّى"
(١) تقدم الَتعريف به عند الحديث السابق برقم (٣٩).
(٢) إسناده صحيح، وعمر بن عثمان هو ابن كثير بن سعيد، ومحمد بن مهاجر هو الأنصاري الشامي، وأما حَيَّان أبو النضر الأسُدي فقد ترجمه البخاري في الكبير ٣/ ٥٥ ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلا،
وقال عثمان بن سعيد الدارمي في "تاريخه" ص (٩٧): "قلت: فحيان أبو النضر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>