للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قُلْتُ: وَلَهُ طُرُقٌ تَأْتِي.

٨٠ - أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي (١)، حدَثنا عبد الأعلى بن حماد، حدَّثنا عبد الله بن داود الْخُرَيْبِيّ قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ [رجاء بن] (٢) حَيْوَةَ، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس قال: كُنْتُ جَالِساً مَعَ أبي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَأتاهُ رَجُلٌ فَقَالَ:

يَا أبا الدَّرْدَاءِ إِنَي أتَيْتُكَ مِنْ مَدينَةِ الرَّسُولِ - صلى الله عليه وسلم -فِي حَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَمَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ؟ أَمَا جِئْتَ لِتِجَارَةٍ؟ أَمَا جِئْتَ إِلا لِهذَا الْحَديثِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً، سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقاً مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَالْمَلَائِكَةُ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضاً لِطَالِب الْعِلْمِ، وَإِن الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِى الأرْضِ، وَالحِيتَانُ فِي الْمَاءِ. وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ. إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، إِنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلَا


= وصححه ابن خزيمة برقم (١٧) و (١٩٣)، وقال الحافظ في الفتح ١/ ٣٠٩: "وحديث صفوان وإن كان صحيحاً، لكنه ليس على شرط البخاري". وانظر مصباح الزجاجة ١/ ٣١، والحديث الآتي برقم (١٧٩، ١٨٠)، وذلك لتمام تخريجه.
وَأَنْبِطُ العلم: استخرجه وأظهره وأفشيه بين النَّاس، وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" ٥/ ٣٨١: "النون والباء والطاء كلمة تدل على استخراج شيء، واستنبطت الماء: استخرجته، والماء نفسه إذا استخرج نبط ... ". ومنه استنباط الفقه إذا استخرجه الفقيه باجتهاده وفقهه.
(١) هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، تقدم التعريف به عند الحديث (٤٦).
(٢) ما بين حاصرتين استدرك من صحيح ابن حبان وهو ساقط من النسختين.

<<  <  ج: ص:  >  >>