وقوله: "وإن كان عبداً حبشياً مجدعاً" يريد به طاعة من ولاه الإمام عليكم، فقد ثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (الأئمة من قريش) ... " قاله الخطابي في "معالم السنن" ٤/ ٣٠٠، والمجدَّع: أي المقطع، والتشديد للمبالغة والتكثير. والسنة: ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من أقوال، وأفعال، وتقريرات، وما هم- صلى الله عليه وسلم - بفعله، والسنة في أصل اللغة: الطريقة، وفي اصطلاح الأصوليين والمحدثين، ما سبق، وفي اصطلاح بعض الفقهاء ما يرادف المستحب. ومحدثات الأمور: ما أحدث على غير أصل من أصول الدين وعلى غير عياره وقياسه. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح ١٣/ ٢٥٤: وقوله: (كل بدعة ضلالة)، قاعدة شرعية كلية بمنطوقها ومفهومها: أما منطوقها فكأن يقال: حكم كذا بدعة، وكل بدعة ضلالة، فلا تكون من الشرع لأن الشرع كله هدى، فإن ثبت أن الحكم المذكور بدعة صحت المقدمتان وأنتجتا المطلوب. والمراد بقوله: (كل بدعة ضلالة) ما أحدث ولا دليل له من الشرع بطريق خاص ولا عام". وقد أخرج الإِمام أحمد في المسند ٤/ ١٠٥ من طريق سريج بن النعمان قال: حدثنا بقية، عن أبي بكر بن عبد الله، عن حبيب بن عبيد الرحبي، عن غضيف بن الحارث الثمالي قال: "بعث إلي عبد الملك بن مروان فقال: يا أبا أسماء إنا قد جمعنا النَّاس على أمرين. قال: وما هما؟ قال: رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد الصبح والعصر. فقال: أما إنهما أمثل بدعتكم عندي، ولست مجيبك إلى شيء منهما. =