وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن مالك، وعن غيره، لعله توهماً منه أنه كما يرويه، أو حمل على حفظه لأني قد اعتبرت حديثه: ما روى الناس عنه من الكوفيين: محمد بن عثمان بن كرامة، ومن الغرباء: أحمد بن سعيد الدارمي. وعندي من حديثهما عن خالد صدر صالح، ولم أجد في كتبه أنكر مما ذكرته، فلعله توهماً منه، أو حملاً على الحفظ، وهو عندي -إن شاء الله- لا بأس به". وقال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" ص (٤٠٠) بعد أن ساق الكثير مما تقدم: "قلت: أما التشيع، فقد قدمنا أنه إذا كان ثبت الأخذ والأداء لا يضره، لا سيما ولم يكن داعية إلى رأيه. وأما المناكير، فقد تتبعها أبو أحمد بن عدي من حديثه، وأوردها في كامله وليس فيها شيء مما أخرجه له البخاري، بل لم أو له عنده من أفراده سوى حديث واحد وهو حديث أبي هريرة (من عادى لي ولياً ... ) الحديث، وروى له الباقون سوى أبي داود". فالإسناد صحيح إن صدق رجاء أبي زرعة في سماع المطلب من عائشة. والحديث في صحيح ابن حبان برقم (٤٨٠) بتحقيقنا. وأخرجه أحمد ٦/ ٦٤، ٩٠، والحاكم ١/ ٦٠، والبغوي في "شرح السنة" ١٣/ ٨١ برقم (٣٥٠٥) من طريق الليث، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، وأخرجه أحمد ٦/ ١٨٧ من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن زهير، وأخرجه أحمد ٦/ ١٣٣، وأبو داود في الأدب (٤٧٩٨) باب: في حسن الخلق، والبغوي في "شرح السنة" ١٣/ ٨١ برقم (٣٥٠١) من طريق قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب الإسكندراني، جميعهم عن عمرو بن أبي عمرو، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: "هذا حديث على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وشاهده =