وأخرجه مالك في حسن الخلق (٧) باب: ما جاء في حسن الخلق، من طريق يحيى بن سعيد أنه قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: "ألا أخبركم بخير من كثير من الصلاة والصدقة؟ ". قالوا بلى. قال: "صلح ذات البين، وإيَّاكُمْ والبغضة فإنها هي الحالقة". وهذا موقوف لجميع رواة مالك- كما قال أبو عمر "إلا إسحاق بن بشر الكامل وهو ضعيف متروك الحديث، فرواه عن مالك، عن يحيى، عن سعيد، عن أبي الدرداء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ورواه الدارقطني من طريق حفص بن غياث، عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فذكره مرسلاً. ورواه أيضاً من طريق ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الدرداء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأخرجه البزار من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء. وذكر ابن المديني أن يحيى لم يسمعه من سعيد، وإنما بينهما إسماعيل بن أبي حكيم كما حدث به عبد الوهاب، ويزيد بن هارون وغيرهما، عن يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، عن سعيد بن المسيب مرفوعاً مرسلاً" قاله كله ابن عبد البر ملخصاً. ثم قال الزرقاني بعد ذلك: "وتعليل ابن المديني ليس بظاهر، فإن يحيى ثقة حافظ باتقان، وقد صرح بالسماع في بعض طرقه، فلا مانع أنه سمعه من إسماعيل، عن سعيد. ثم سمعه من سعيد فحدث به على الوجهين. كما أن ابن المسيب حدث به مرسلاً، وموقوفاً، وموصولا، وأيما كان فالحديث صحيح، وقد أخرجه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والترمذي وصححه، عن أبي الدرداء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ". وقال أبو عمر: "فيه أوضح حجة على تحريم العداوة، وفضل المؤاخاة، وسلامة الصدور من الغل". وقال أيضاً: "أجمع العلماء على أن من خاف من مكالمة أحد وصلته، ما يفسد =