للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٠٧٦ - أخبرنا أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا عبد الله بن الرومي، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل، عن مالك بن مرثد، (١) عن أبيه.

عَنْ أبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:"تَبَسُّمُكَ فِي وجه أخِيكَ صدقة" (٢).


= أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح، ولين الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة.
وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة فغلط، لأن المداراة مندوب إليها، والمداهنة محرمة، والفرق أن المداهنة من الدهان، وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه. وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق وإظهارُ الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه. والمداراة هي الرفق بالجاهل في التعليم، وبالفاسق فى النهي عن فعله، وترك الإغلاظ عليه حتى لا يظهر ما هو فيه، والإنكار عليه بلطف القول والفعل، ولا سيما إذا احتيج إلى تالفه، ونحو ذلك".
وقال ابن حبان في "روضة العقلاء" ص (٧٠): "الواجب على العاقل أن يلزم المداراة مع من دفع إليه في العشرة، من غير مقارفة المداهنة، إذ المداراة من المداري صدقة له، والمداهنة من المداهن تكون خطيئة عليه، والفصل بين المداراة والمداهنة: هو أن يجعل المرء وقته في الرياضة لإصلاح الوقت الذي هو له مقيم بلزوم المداراة من غير ثَلْمِ في الدين من جهة من الجهات. فمتى ما تخلق المرء بخلق شابه بعض ما كره الله منه في تخلقه، فهذا هو المداهنة ... " وانظر بقية كلامه
هناك فإنه ممتع ومفيد، وانظر أيضاً فتح القدير ٤/ ٢ - ٤، والمقاصد الحسنة ص (٢٢٣، ٣٧٧)، وكشف الخفاء ٢/ ٢٠٠، ولسان الميزان ٦/ ٣١٧، والحديث التالي.
(١) في الأصلين "نريد" وهو تحريف.
(٢) إسناده صحيح، ومرثد فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (٨٣٥)، وأبو زميل هو سماك بن الوليد وقد فصلنا فيه القول عند الحديث (٢٧٥٢) في مسند الموصلي. والحديث في صحيح ابن حبان برقم (٤٧٤) بتحقيقنا. وقد تقدم =

<<  <  ج: ص:  >  >>