للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهُوَ غُلائم جَفْرٌ (١). قَالَتْ: فَقَدِمْنَا عَلَى أُمِّهِ، فَقُلْتُ لَهَا- أوْ قَالَ (٢) لَهَا أَبُوهُ-: رُدِّي عَلَيْنَا ابْنِي فَلْنَرْجِعْ بِهِ، فَإِنَّا نَخْشَى عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ. قَالَتْ: وَنَحْنُ أضَنُّ شَيءٍ (٣) بِهِ مِمَّا رَأَيْنَا مِنْ بَرَكَتِهِ. قَالَتْ: فَلَمْ نَزَلْ حَتَّى قَالَتِ: ارْجِعَا بِهِ، فَرَجَعْنَا بِهِ، فَمَكَثَ عِنْدَنَا شَهْرَيْنِ. قَالَتْ: فَبَيْنَا هُوَ وَأَخُوهُ يَوْماً خَلْفَ الْبُيُوتِ يَرْعَيَانِ بَهْماً (٤) لَنَا إِذْ جَاءَ أَخُو يَشْتَدُّ، فَقَالَ لِي وَلأَبِيهِ: أَدْرِكَا أَخِي الْقُرَشِي، قَدْ جَاءَهُ رَجُلَانِ فَاَضْجَعَاهُ وَشَقَّا بَطْنَهُ. فَخَرَجْنَا (٥)، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ قَائِمٌ مُنْتَقِعٌ لَونُهُ، فَاعْتَنَقَهُ أَبُوهُ وَاعْتَنَقْتُهُ، ثُمَّ قُلْنَا: [مَالَكَ] (٦) أَيْ بُنَي؟. قَالَ: "أتانِي


= السنتين لا يتصور أنه يرعى البهم، كما أنه لا يستطيع الإفصاح عما في نفسه وإفهام الآخرين، لذلك فإننا نرجح أنه بلغ سناً إن لم يكن ستاً فهو قريب منها، والله أعلم. وانظر بقية الحديث.
(١) قال ابن الأثير في النهاية ١/ ٢٧٧: "استجفر الصبي، إذا قوي على الأكل، وأصله في أولاد المعز إذا بلغ أربعة أشهر وفصل عن أمه، وأخذ في الرعي قيل له: جفر، والأنثى جفرة".
(٢) في الإحسان: (وقال)، والوجه ما هو عندنا.
(٣) في الإحسان: (أظن شيء)، وهو تحريف.
(٤) في الإحسان: (ما لنا)، والبهم -بفتح الباء الموحدة من تحت-ولد الضأن ذكراً كان أو أنثى، والسخال: أولاد المعز، فإذا اجتمعت البهام، والسخال قيل لها جميعاً بهام، وبهم.
(٥) في الإحسان: (فخرجنا نشتد).
(٦) ما بين حاصرتين زيادة من رواية أبي يعلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>