للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلَى هذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَلَمْ أصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي فَرَفَعْتهمَا" (١).


= التنبيه الشديد الذي يوقظ من سبات اللهو ويدفع إلى التشمير عن ساعد الجد، وإلى الدأب المتواصل فيما يرضي الله تعالى، والتحذير العنيف الذي يسمر الأقدام عن الاندفاع في الطريق التي تؤدي بسالكها إلى الهلاك. فالأولاد والأموال قد يكونون مشغلة وملهاة عن ذكر الله، وقد يكونون معوقاً من المعوقات عن القيام بما يجب على الإنسان من الطاعات نحو ربه، وعن التضحيات التي تتطلبها الدعوة وندعو إليها ضرورات حياة. وقد يكونون في طريق غير طريق الإيمان، فتعجز الإنسان عواطفه عن المفاصلة، وعن تحديد الموقف الذي يتطلبه إيمانه وتدعوه إليه عقيدته. وبعض الأموال، وبعض الأولاد فتنة. ولكنها فتنة متفاوتة الدرجات، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. اللهم لا تفتنا بأولادنا، ولا تفتن أولادنا بنا، واجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا إنك على كل شيء قدير.
(١) إسناده جيد، علي بن الحسين بن واقد فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (٤٩٠)، وأبوه الحسين بينا أنه ثقة عند الحديث المتقدم أيضاً برقم (١٠٥٠)، وأبو عمار هو الحسين بن حريث. والحديث في الإحسان ٧/ ٦١٣ برقم (٦٠٠٧). وقد تحرفت فيه "أبو عمار، حدثنا علي بن الحسين" إلى "أبو عمار علي بن الحسين".
وأخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٧٦) باب: مناقب الحسن والحسين -رضي الله عنهما-، من طريق الحسين بن حريث، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث الحسين بن واقد".
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٢/ ٩٩ - ١٠٠ برقم (١٢٢٣٧)، وأحمد ٥/ ٣٥٤ - ومن طريقه أورده ابن كثير في التفسير ٧/ ٣١ - ، وأبو داود في الصلاة (١١٠٩) باب: الإمام يقطع الخطبة للأمر يحدث، وابن ماجه في اللباس (٣٦٠٠) باب: لبس الأحمر للرجال، والحاكم ٤/ ١٨٩ - ١٩٠، والبيهقي في الوقف ٦/ ١٦٥ باب: =

<<  <  ج: ص:  >  >>