وأخرجه الحاكم ٢/ ٤٠٤ - ٤٠٥ من طريق إبراهيم بن إسحاق الزهري، حدثنا أبو نعيم، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. نقول: يونس بن أبي إسحاق لم يخرج له البخاري، فالإسناد على شرط مسلم وحده والله أعلم. وأورده الحافظ ابن كثير في التفسير ٥/ ١٨٣ - ١٨٤ من طريق ابن أبي حاتم، حدثنا علي بن الحسين، حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان بن صالح، حدثنا ابن فضيل، به. وقال: "هذا حديث غريب جداً والأقرب أنه موقوف". وزاد السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٨٧ - ٨٨ نسبته إلى عبد بن حميد، والفريابي. والحديث في مسند الموصلي ١٣/ ٦١٦ - ٢٣٧ برقم (٧٢٥٤) فانظره لتمام التخريج، وانظر كنز العمال ٢/ ٦١٦ - ٦١٧ برقم (٤٨٩٥)، و ١١/ ٥١٧ - ٥١٨ برقم (٣٢٤١٣). وفي الباب عن علي عند البغوي، والخرائطي في مكارم الأخلاق، ذكرهما صاحب الكنز فيه ١١/ ٥١٦ - ٥١٧ برقم (٣٢٤١١، ٣٢٤١٢). وقد يبدو نوع من التعارض بين هذا الحديث، وبين قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتقدم برقم (٥٥٠): "إن الله -جل وعلا- حرم على الأرض أن تأكل أجسامنا". يعني أجسام الأنبياء. غير أن حديث ابن عمر الصحيح عند أبي داود في الصلاة (١٠٨١) باب: في اتخاذ المنبر، ولفظه: "أن النبيْ-صلى الله عليه وسلم-لما بَدَّنَ قال له تميم الداري: ألا أتخذ لك منبراً يا رَسُول الله يجمع- أو يحمل- عظامك؟ ... " وقوله: "عظامك" هنا مجاز علاقته الكلية، فقد أطلق الجزء وأراد الكل، وذلك مثل قولنا: أرسلنا على العدو العيون، يعني من يجوس ديارهم ويأتينا بأخبارهم.