وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". وأخرجه الترمذي في المناقب (٣٨٩٤) باب: فضل أبي بن كعب -رضي الله عنه- من طريق محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود، عن شعبة، عن عاصم قال: سمعت زر بن حبيش يحدث عن أبي بن كعب: أن رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-.قال له: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن "فقرأ عليه {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} ... وقرأ عليه: لو أن لابن آدم وادياً من مال لابتغى إليه ثانياً. ولو كان له ثانياً لابتغى إليه ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا تراب، ويتوب الله على من تاب". وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وصححه الحاكم ٢/ ٢٢٤ ووافقه الذهبي. كما ذكره ابن حجر في فتح الباري ١١/ ٢٥٧ وقال: "وسنده جيد". وانظر كنز العمال ٢/ ٥٦٧ برقم (٤٧٤٢)، وجامع الأصول ٢/ ٥٠٠. وأخرجه البخاري في الرقاق (٦٤٣٦، ٦٤٣٧) باب: ما يتقى من فتنة المال، ومسلم في الزكاة (١٠٤٩) باب: لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً، عن ابن عباس: "سمعت رَسُول الله-صلى الله عليه وسلم-يقول: لو أن لابن آدم ملء واد مالاً لأحب أن له إليه مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب". قال ابن عباس: فلا أدري من القرآن هو أم لا. وهذه سياقة البخاري. وقد استوفيت تخريج هذه السياقة في مسند الموصلي ٤/ ٤٤٧ - ٤٤٨ برقم (٢٥٧٣)، وانظر الترغيب والترهيب للمنذري ٢/ ٥٤٢، وكنز العمال ٣/ ٢٢٣، و ١٣/ ٢٦٥ - ٢٦٧، وحلية الأولياء ٣/ ٣١٦. وقال الشوكاني في "إرشاد الفحول" ص (٣٠): "ولقد اختلف في المنقول آحاداً، هل هو قرآن أم لا؟ فقيل: ليس بقرآن، لأن القرآن ما تتوفر الدواعي على نقله لكونه كلام الرب سبحانه، ولكونه مشتملاً على الأحكام الشرعية، ولكونه معجزاً، وما كان كذلك فلا بد أن يتواتر، فما لم يتواتر فليس بقرآن". وزيادة في الاطلاع انظر مسند الموصلي ٤/ ٤٤٨، و ٥/ ٤٤٨ - ٤٤٩ حيث علقنا على هذا الموضوع، وتعليقنا على الآية (١٥ - ١٦) من سورة النساء في "ناسخ القرآن ومنسوخه" لابن الجوزي نشر دار الثقافة العربية. وقد ذكرنا في المسند المراجع =