للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قُلْتُ لأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ: أَسَمِعْتَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ فِي هذِهِ الآيَةِ {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}؟ [الحجر: ٢].

فَقَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "يُخْرِجُ اللهُ أُنَاساً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا يَأْخُذُ نقمته مِنْهُمْ. قَالَ: لَمَّا أدْخَلَهُمُ اللهُ النَّارَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ الْمُشْرِكُونَ: ألَيْسَ كنْتُمْ تَزْعُمُونَ فى الدُّنْيَا أنَّكُمْ أوْلِيَاءُ، فَمَالَكُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ؟. فَإذَا سَمعَ اللهُ ذلِكَ مِنْهُمْ أَذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ، فَتَشْفَعُ لَهُمْ الْمَلائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ حَتّى يُخْرَجُوا بِإذْنِ الله، فَلَمَّا أُخْرِجُوا قَالُوا: يَا لَيْتَنَا كُنَّا مِثْلَهُمْ فَتُدْرِكَنَا الشَّفَاعَةُ فَنُخْرَجَ مِنَ النَّارِ، فَذلِكَ قَوْلُ الله {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: ٢] قَالَ: فَيُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ (١) مِنْ أَجْلِ سَوَادٍ فِي وُجُوهِهِمْ. فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَذْهِبْ عَنَّا هذَا الاسْمَ، فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهَرٍ فِي الْجَنّةِ، فَيَذْهَبُ ذلِكَ مِنْهُمْ" (٢).


(١) في الأصل "الجهنميون" والوجه ما أثبتناه.
(٢) إسناده جيد، صالح بن أبي طريف ما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان ٤/ ٣٧٦.
والحديث في الإحسان ٩/ ٢٦٢ - ٢٦٣ برقم (٧٣٨٩).
وأخرجه الطبراني- ذكره ابن كثير في التفسير ٤/ ١٥٢ - ١٥٣ - من طريق موسى ابن هارون، حدثنا إسحاق بن راهويه قال: قلت لأبي أسامة: أحدثكم أبو روق واسمه عطية بن الحارث ...
وذكره السيوطى في "الدر المنثور" ٤/ ٩٣ ونسبه إلى إسحاق بن راهويه، وابن حبان، والطبراني، وابن مردويه.
وانظر فتح الباري ١١/ ٤٤٤ - ٤٦٣، و ١٣/ ٤٢٤ - ٤٣٤. وجامع الأصول ١٠/ ٤٨٦ - ٤٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>