وذكر الهيثمي رواية أحمد في "مجمع الزوائد" ١٠/ ٣٩٧ باب: في سعة أبواب الجنة، وقال: "قلت: عند الترمذي وغيره بعضه- رواه أحمد ورجاله ثقات". نقول: لقد جاءت المسافة في رواية أحمد، وعبد بن حميد بين مصراعين "مسيرة أربعين عاماً"، بينما هي في روايتنا هذه للحديث "مسيرة سبع سنين". وأما رواية الحلية له فلا يعتمد عليها لأنها غير محققة التحقيق الذي تطمئن النفس له. ويشهد لرواية أحمد وعبد بن حميد حديث عتبة بن غزوان عند أحمد ٤/ ١٧٤، ومسلم في الزهد (٢٩٦٧)، وحديث أبي سعيد الخدري عند أحمد ٣/ ٢٩، وأبي يعلى الموصلي ٢/ ٤٥٩ برقم (١٢٧٥) فقد حددت المسافة بين مصراعين فيهما بـ "مسيرة أربعين سنة". وأما في حديث أبي هريرة المتفق عليه- وهو الحديث التالي- فقد جاءت المسافة "كما بين مكة وحمير- وعند مسلم والترمذي: هجر- أو كما بين مكة وبصرى". وإذا كان لا بد من المفاضلة بين رواية أحمد، وعبد بن حميد وهي من طريق حماد بن سلمة، عن الجريري كما تقدم،، وبين رواية ابن حبان هذه وهي من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن الجريري، فرواية خالد أرجح، لأنه أحفظ وأثبت من حماد، ومع ذلك فقد تابع خالداً علي بن عاصم أيضاً على رواية "مسيرة سبع سنين". والذي نميل إليه أنه لا اضطراب في هذه الروايات، ولا معارضة، بل كلها تفيد أن المسافة بين كل مصراعين كبيرة واسعة؟ وأن المسافات مختلفة وليست متساوية، والله أعلم. وانظر كنز العمال ١٤/ ٤٠٤، ٤٥٦، ٤٦٣ برقم (٣٩٢٣٣، ٣٩٢٤٦، ٣٩٢٧٨)، وجامع الأصول ١٠/ ٤٨٢ - ٤٨٥، والحديث التالي. وفتح الباري ٦/ ٣٢٩.