للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمَرْأَة فَلَمَّا رَأَى شَخْصَ الرَّجُلِ، عَرَفَ أنَّهُ رَبِيئَةُ الْقَوْمِ (١)، فَرَمَاهُ

بِسَهْم، فَوَضعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ، فَوَضَعَهُ، وَثَبَتَ قَائِماً يُصَلِّي، ثُمَّ رَمَاهُ بِسَهْمٍ

آخَرَ فوَضعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ وَثَبَتَ قَائِماً يُصَلِّي، فَلَمَّا عَادَ الثَّالِثَةَ، فَوَضعَهُ فِيهِ

فَنَزَعَهُ فَوَضعَهُ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ أَهَبَّ (٢) صَاحِبَهُ فَقَالَ: اجْلِسْ، فَقَدْ

أُتِيتَ (٣)، فَوَثَبَ. فَلَمَّا رَآهُمَا الرَّجُلُ عَرَفَ أنَّهُ نَذِرَ بهِ (٤) فَلَمَّا رَأى

الْمُهَاجِرِيُّ مَا بِالأنْصَارِيِّ مِنَ الدِّمَاءِ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، أفلا أَهْبَبْتَنِي أَوَّلَ

مَا رَمَاكَ؟ قَالَ: كُنْتُ فِي سُوْرَةٍ أقْرَؤُهَا، فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أقْطَعَهَا حَتَّى

أُنْفِدَهَا، فَلَمَّا تَابَعَ عَلَيَّ الرَّمْيَ رَكَعْتُ فَآذَنْتُكَ. وَايْمُ اللهِ لَوْلَا أنْ أُضَيِّعَ ثَغْراً

أمَرَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحِفْظِهِ لَقَطَعَ [نَفْسِي] قَبْلَ أنْ أقْطَعَهَا أَوْ أُنْفِدَهَا (٥).


= استوفيت تخريجه. وحديث أبي سعيد الخدري عند أحمد ٣/ ٢٠، وأبي داود في الصلاة (٦٥٠) باب: الصلاة في النعل.
(١) الربيئة: العين والطليعة الذي ينظر للقوم لئلا يدهمهم عدو، ولا يكون إلا على جبل أو شرف ينظر منه.
(٢) يقال: أهبَّهُ من النوم، أي: أيقظه. وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" ٦/ ٤: "الهاء والباء معظم بابه الانتباه، والاهتزاز، والحركة، وربما دل على رقة شيء ...... ".
(٣) يقال: أتي فلان إذا أطل عليه العدو. وأُتيتَ يَا فُلانُ، إذا أُنْذِرَ عدواً أشرف عليه. وقد جاءت هكذا عند ابن حبان، وفي أصل ابن خزيمة، ولكنها في السيرة "أثبت" ما عدا نسخة (١) فقد أشار المحققون في الهامش أنها جاءت فيها كما هنا. وقال من حقق المستدرك: "في القاموس: وقوله تعالى: (ليثبتوك) أي: ليجرحوك جراحة لا تقوم معها. وفي نسختين من المستدرك، ونسخة من التلخيص: (أتيت)، والصحيح (أثبت) والله أعلم".
(٤) يقال: نذر القوم بالعدو: علموا به وعرفوا مكانه. وبابه: طرب. قال ثعلب: "نذرت بهم فاستعددت لهم وحذرت منهم". والنذير: المنذر.
(٥) إسناده جيد، عقيل بن جابر بن عبد الله ترجمه البخاري في التاريخ الكبير ٧/ ٥٢

<<  <  ج: ص:  >  >>