للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثانيا إلى مكة ولبس المرقعة والفوطة وخرج معه في تلك السفرة خلق كثير وحسده أبو يعقوب النهرجورى فتكلم فيه فرجع إلى البصرة وأقام شهرا وجاء إلى الأهواز ورجع إلى بغداد ومكة، ثم وقع له أن يدخل بلاد الشرك ويدعو الخلق إلى اللَّه فقصد الهند والصين وتركستان ورجع وحج وجاور ثم رجع إلى بغداد واقتنى العقار وبنى دارا، وخرج عليه محمد بن داود وجماعة من أهل العلم وقبحوا صورته ووقع بين على ابن عيسى وبينه لأجل نصر القشوري ووقع بينه وبين الشبلي وغيره من مشايخ الصوفية، وكان يقول قوم إنه ساحر وقوم يقولون إنه مجنون، وقوم يقولون له الكرامات واختلفت الألسنة في أمره حتى أخذه السلطان وحبسه وقصده حامد بن العباس الوزير وأحضر قاضى القضاة أبا عمرو محمد ابن يوسف والأئمة وتكلموا معه فقال له القاضي: أنت مباح الدم وكتب خطه والجماعة بذلك بأمر الوزير ورفع إلى الخليفة فبرز التوقيع بعد يومين بضربه ألف سوط، فان مات وإلا جزّ رأسه [فأخرج إلى رأس الجسر وضرب ألف سوط فما تأوه وقطعت يده ثم رجله وجز رأسه - (١)] وصلب وأحرقت جثته. وآخر ما تكلم به وهو يقتل: حسب الواجد افراد الواحد له. فما سمع كلامه أحد من المشايخ إلا رق له. وقال قبل ذلك:

يا معين الضنا على أعنى على الضنا، ثم خرج يتبختر في قيوده ويقول:

نديمى غير منسوب إلى شيء من الحيف … سقاني مثل ما يشرب كفعل الضيف بالضيف


(١) سقط من ك.