للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المنيحى، الشاعر، شامي الأصل، كان بمصر في حداثته يسقى الماء في المسجد الجامع، ثم جالس الأدباء فأخذ عنهم وتعلم منهم، وكان فطنا فهما، وكان يحب الشعر فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر فأجاد وشاع ذكره وسار شعره، وبلغ المعتصم خبره فحمله إليه وهو بسر من رأى، فعمل أبو تمام فيه قصائد عدة، وأجازه المعتصم وقدمه على شعراء وقته، وقدم بغداد وجالس بها الأدباء وعاشر العلماء، وكان موصوفا بالظرف (١) وحسن الأخلاق وكرم النفس، وقد روى عنه أحمد بن أبي طاهر وغيره أخبارا مسندة، ومن مليح شعره قوله:

فحواك دل على نجواك يا مذل … حتام لا يتقضى قولك الخطل

فان أسمج (٢) من تشكو (٣) إليه هوى … من كان أحسن شيء عنده العذل

ما أقبلت أوجه اللذات سافرة … مذ أدبرت باللوى أيامنا الأول

إن شئت أن لا ترى صبر القطين بها (٤) … فانظر على أي حال أصبح الطل

كأنما جاد مغناه فغيره … دموعنا يوم بانوا وهي تنهمل

وحكى الصولي عن الحسين بن إسحاق قال: قلت للبحترى: الناس يزعمون أنك أشعر من أبى تمام؟ فقال: واللَّه! ما ينفعني هذا القول ولا يصير أبا تمام،


(١) وفي م واللباب «الطرف».
(٢) في م وديوانه المطبوع ص ٢٢٦ «أسمح».
(٣) كذا في ديوانه وتاريخ ابن عساكر، وفي الأصول وتاريخ بغداد «يشكو».
(٤) كذا في الأصول وتاريخ بغداد، وفي ديوانه وتاريخ دمشق: «إن شئت ان لا ترى صبرا لمصطبر».