للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن أشهر الدول التي حكمت البلدان الإسلامية في تلك الحقبة من الزمن:

١ - الدولة الفاطمية في مصر والشام (٢٩٧ - ٥٦٧ هـ) (١).

٢ - دولة المرابطين في المغرب والأندلس (٤٤٨ - ٥٤١ هـ) (٢).

وفي هذه الظروف القاسية من الضعف والانقسام التي كان يعاني منها العالم الإِسلامي، وجدت أوروبا الصليبية الفرصة مواتية لغزو الشرق الإسلامي، وإقامة كيان صليبي فيه، وقد رصلت الحملة الصليبية الأولى إلى الشام عام (٤٩١ هـ). وسقطت مدينة القدس عام (٤٩٢ هـ) (٣) في أيديهم.

[الحالة الاجتماعية في عصر الزمخشري]

كان المجتمع الإسلامي في عصر الزمخشري مكونًا من أجناس مختلفة أهمها: الجنس العربي والفارسي والتركي، وأجناس أخرى، ممن يسكنون المدن والقرى والخيام، من مختلف القوميات والشعوب.

وكان المجتمع على فئات متفاوتة، باعدت بينها موازين الحياة (٤)، يسودها الدين الإِسلامي، ولم يخل من أقليات من اليهود والنصارى، الذين كانت لهم الحرية والأمن والأمان ولهم كافة الصلاحيات في ممارسة شعائرهم، وتقلد مناصب كبيرة في الدولة، وعمل التجارة وغيرها. وكانت اللغة العربية، هي اللغة السائدة، غير أنه تسبب اندماج هذه الأمم المتفرقة ذات النوازع المختلفة في مجتمع واحد، إلى ظهور عادات وأخلاق غير إسلامية، مثل أعياد جاهلية: كالنيروز والمهرجان، وظهور نحل ومذاهب هدامة مختلفة. ومن ثم كثر الخلاف بين أصحاب النحل والأهواء، حول الأديان، وحول الاعتزال والمسائل الكلامية، مما أدى إلى فتن ومحن، من أهمها ما حدث من


(١) تاريخ الإسلام السياسي، ٤/ ١٧٨.
(٢) المصدر نفسه، ٤/ ١١٦.
(٣) انظر: ابن كثير، البداية والنهاية، ١٢/ ١٥٥، ١٥٦.
(٤) انظر: أحمد أمين، ظهر الإِسلام، ١/ ٣ وما بعدها.

<<  <   >  >>