للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦ - ابن الزاغواني، علي بن عبد الله بن نصر، المتوفى سنة (٥٢٧ هـ).

٧ - عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد الشيرازي، المتوفى سنة (٥٣٦ هـ).

٨ - ابن عبدوس، علي بن عمر بن أحمد، المتوفى سنة (٥٥٩ هـ) (١).

٩ - ابن هبيرة، يحيى بن أبي منصور الوزير، المتوفى سنة (٥٦٥ هـ) (٢).

وبوجود هذا النشاط العلمي في تحرير المذاهب الفقهية مع التقاء فقهاء مختلف المذاهب الفقهية في قطر من الأقطار الإِسلامية، تمخضت هذه الحالة عن اتصالات علمية واسعة بين علماء المذاهب، يقول أبو زهرة: "والاتصال بين المذاهب المتضاربة في بعض نواحيها (كالعراق وما جاورها) وإن أوجد تناحرًا في بعض المسائل، يمكّن أصحاب كل مذهب من أن يفهموا بعض ما عند مخالفيهم، مما يحسن أخذه، إذ الالتقاء الفكري والمادي يجعل الأفكار تتبادل بينهم، أرادوا أم لم يريدوا، وأن المذهب الشافعي قد صاقب في بعض البلاد النائية عن البلاد العربية (كخراسان ونيسابور ونحوهما) المذهب الحنفي، وكانت المعركة شديدة بين المذهبين (خاصة مع تساهل الناس في الخلاف مع مالك وسفيان وأحمد وغيرهم) وبلغت أقصى حدتها، فكانت المناظرات تقام في المساجد وفي المجتمعات، وكل يتقرب إلى الله تعالى بالدفاع عن مذهبه، والاحتجاج له بالأدلة التي يراها مقوية له، ويضعف المذهب الآخر بكل ما يراه مضعفًا له، حتى أن المآتم كانت تحيا بالمناظرات" (٣).

وشاعت مجالس المناظرات والجدل شيوعًا كثيرًا حتى لا تكاد مدينة كبيرة تخلو من عقد تلك المجالس، ووجد لها روّادها وجمهورها، حتى الخلفاء والوزراء كانوا يشجعونها بحضورها، وألّفت كتب في قواعد النظر، وأطلق عليها علم: أدب البحث، وأصبحت المناظرات فنًا من الفنون، ولقد ترتب على ذلك: التعصب المذهبي الشديد، وأفرط فيه بعض الكاتبين في تفضيل مذهب على آخر، حتى أن


(١) المصدر نفسه، ص ٢٠٩.
(٢) المصدر نفسه، ص ٢١١.
(٣) تاريخ المذاهب الفقهية، ص ٢٧٨؛ انظر: وتاريخ التشريع الإِسلامي، ص ٢٥٢، وما بعدها.

<<  <   >  >>