للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا الخفين" (١) فالنبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لبس المخيط، فإذا لبسها وجب أن تلزمه الفدية، دليلنا: إذا لبس القميص.

احتج الشافعي، وهو: أنه إذا لم يجد الإزار، كان عذرًا، وجب أن لا تلزمه الفدية (٢).

كما لو وضع القباء (٣) على الكتف في البرد الشديد، فإنه لا تلزمه الفدية (٤)، كذلك ها هنا.


(١) الحديث أخرجه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما (بطوله): أن رجلًا قال: يا رسول الله ما يلبس المحرم من الثياب؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يلبس القمص ولا العمائم ولا السراويلات ولا البرانس، ولا الخفاف، إلا أحد لا يجد النعلين، فليلبس خفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين ولا تلبسوا من الثياب شيثًا مسه زعفران أو ورس": البخاري، في الحج، باب ما يلبس المحرم من الثياب، (١٥٤٢)، ٣/ ٤٠١؛ مسلم، في الحج، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة وما لا يباح له، (١١٧٧)، ٢/ ٨٣٤.
(٢) استدل الشافعي من النقل بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب وهو يقول:
"إذا لم يجد المحرم نعلين لبس خفين، وإذا لم يجد إزارًا لبس سراويل".
ثم قال الشافعي: "ومن لم يجد إزارًا لبس سراويل فهما سواء، غير أنه لا يقطع من السراويل شيئًا؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر بقطعه".
الحديث أخرجه الشيخان: البخاري، في اللباس، باب السراويل (٥٨٠٤)، ١٠/ ٢٧٢؛ مسلم، في الحج، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة، وما لا يباح (١١٧٨)، ٢/ ٨٣٥.
انظر: الأم ٢/ ١٤٧.
(٣) القباء: ثوب يجمع ويضم جميع أعضاء البدن، وهو مشتق من قولهم: قبوت الشيء: جمعته وضممته.
انظر: معجم مقاييس اللغة، مادة (قبو).
(٤) قياس المؤلف السراويل بالقباء، صحيح بالنسبة لمذهب الأحناف، وأما الشافعية - كما أراده المؤلف - فلا يصح عندهم هذا؛ لأنه يحظر لبسه عندهم إطلاقًا، كما نقل النووي الإجماع عن ابن المنذر، على عدم جواز لبس القباء للمحرم سواء أخرج يديه من كميه أم لا، ولو لبس لزمه الفدية.
وقال السرخسي في جواز لبسه: "ولا بأس بأن يلبس المحرم القباء ويدخل فيه منكبيه دون يديه عندنا". انظرة المبسوط ٤/ ١٢٥؛ المجموع ٧/ ٢٥٨.

<<  <   >  >>