للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَمِعْتُ أَبِي، كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، وَهُوَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، يُحَدِّثُ؛ أَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا قَطُّ. غَيْرَ غَزْوَتَيْنِ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ وَقَالَ فِيهِ: وَغَزَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَاسٍ كَثِيرٍ يَزِيدُونَ عَلَى عَشْرَةِ آلَافٍ. وَلَا يَجْمَعُهُمْ دِيوَانُ حَافِظٍ

ــ

(سمعت أبي) ووالدي (كعب بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة معقل بن عبيد الله ليونس بن يزيد (وهو) أي والدي كعب بن مالك (أحد الثلاثة الذين تيب عليهم) أي قبلت توبتهم عن ذنب التخلف عن غزوة تبوك أي سمعت والدي كعبًا وهو (يحدّث) أي والحال أنه يحدِّث (أنه) أي أن كعبًا (لم يتخلف عن) الخروج مع (رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها) رسول الله صلى الله عليه وسلم أي خرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم (قط) أي في زمن مضى من عمري (غير غزوتين) أي إلَّا في غزوتين غزوة بدر وغزوة تبوك (وساق) أي ذكر معقل بن عبيد الله (الحديث) السابق الذي ساقه يونس بن يزيد عن الزهري (و) لكن (قال) معقل (فيه) أي في روايته لفظة (وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي خرج في تلك الغزوة (بناس) أي مع ناس (كثير يزيدون على عشرة آلاف) جندي (و) بناس كثير (لا يجمعهم ديوان) أي دفتر شخص (حافظ) أي ماهر في معرفة الحساب، قال النووي: هكذا وقع هنا زيادة على عشرة آلاف ولم يبين قدرها، وقد قال أبو زرعة الرزاي: كانوا سبعين ألفًا، وقال ابن إسحاق: كانوا ثلاثين ألفًا وهذا أشهر، وجمع بينهما بعض الأئمة بأن أبا زرعة عبد التابع والمتبوع جميعًا، وابن إسحاق عدَّ المتبوع فقط فكان الكل سبعين نفرًا والله سبحانه وتعالى أعلم اه منه.

(فائدة): وقد دل حديث كعب بن مالك رضي الله عنه على فوائد كثيرة ذكرها النووي والحافظ في الفتح:

(١) منها فضيلة أهل العقبة لأن كعبًا لم يفضّل عليها فضيلة حضور بدر.

(٢) ومنها جواز الحلف من غير استحلاف عند غير القاضي لقول كعب عنده صلى الله عليه وسلم والله ما كان لي عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك.

<<  <  ج: ص:  >  >>