للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفضل فقلت نعم فقال لبيك فداك أبي وأمي ما وراءك (١) فقلت هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الناس قد دلف إليكم بما لا قبل لكم به في عشرة آلاف من المسلمين قال فكيف الحيلة فداك أبي أمي فقلت تركب في عجز هذه البغلة فاستأمن لك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإنه والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فردفني فخرجت أركض به بغلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نحو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكلما مررت بنار من نيران المسلمين فنظروا إلي قالوا عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بغلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فنظر فرآه خلفي فقال عمر أبو سفيان الحمد لله الذي أمكن منك بغير عهد ولا عقد ثم اشتد نحو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وركضت البغلة حتى اقتحمت على باب القبة وسبقت عمر بما تسبق به الدابة البطيئة الرجل البطئ فنظر عمر على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله هذا أبو سفيان عدو الله قد أمكن الله منه بغير عهد ولا عقد فدعني أضرب عنقه فقلت يا رسول الله إني قد أمنته ثم جلست إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخذت برأسه وقلت والله لا يناجيه الليلة أحد دوني فلما أكثر فيه عمر قلت مهلا يا عمر فوالله ما تصنع هذا إلا أنه وقال أبو العباس لأنه رجل من بني عبد مناف ولو كان من بني عدي بن كعب ما قلت هذا فقال عمر مهلا يا عباس فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لما أسلم وما ذاك إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من إسلام الخطاب لو أسلم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اذهب به فقد أمناه حتى تغدوا به علي به بالغداة فرجع إلى منزله فلما أصبح غدا به على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زاد أبو العباس فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله قال بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأرحمك وأكرمك فقال والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى شيئا بعد فقال ويحك يا أبا سفيان أولم يأن لك أن تعلم أني رسول الله فقال بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأرحمك وأكرمك أما والله هذه فإن في النفس منها شيئا فقال العباس فقلت ويلك تشهد بشهادة الحق قبل والله أن تضرب عنقك فتشهد فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للعباس حين تشهد أبو سفيان انصرف به يا عباس فاحبسه عند حطم (٢) الجبل بمضيق الوادي حتى يمر عليه جنود الله فقلت له يا رسول الله إن أبا


(١) عن البيهقي وبالأصل: " فاوراك "
(٢) في البيهقي: خطم بالخاء المعجمة