للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المنذر فأخبره ما قالوا فقبل ذلك وفرح وقال إن لك يا زيد علي نعمة لا أكفرها ما عرفت حق سبد وسبد صنم كان لأهل الحيرة فولى أهل الحيرة زيدا على كل شئ سوى اسم الملك فإنهم أقروه للمنذر وفي ذلك يقول عدي * نحن كنا قد علمتم قبلكم * عمد البيت وأوتاد الإصار * (١) قال ثم هلك زيد وابنه عدي يومئذ بالشام وكانت لزيد ألف ناقة للحمالات (٢) كان أهل الحيرة أعطوه إياها حين ولوه ما ولوه فلما هلك أرادوا أخذها فبلغ ذلك المنذر فقال لا واللات والعزى لا يؤخذ مما كان في يد زيد ثفروق (٣) وأنا أسمع للصوت ففي ذلك يقول عدي بن زيد لإبنه النعمان بن المنذر * وأبوك المرء لم يشنأ (٤) به * يوم سيم الخسف منا ذو الخسار * قال ثم إن عديا قدم المدائن على كسرى بهدية قيصر فصادف أباه والمرزبان الذي رباه قد هلكا جميعا فاستأذن كسرى في الإلمام بالحيرة فأذن له فتوجه إليها وبلغ المنذر خبره فخرج فتلقاه في الناس باستبنا (٥) ورجع معه وعدي أنبل أهل الحيرة في أنفسهم ولو أراد أن يملكوه لملكوه ولكنه كان يؤثر الصيد واللهو واللعب على الملك فمكث سنين يبدو في فصلي السنة فيقيم بالبر ويشتو بالحيرة ويأتي المدائن في خلال ذلك فيخدم كسرى فمكث كذلك سنين وكان لا يؤثر على بلاد بني يربوع شيئا من مبادي العرب ولا ينزل في حي من أحياء بني تميم غيرهم وكان أخلاؤه من العرب كلهم بني جعفر وكان إبله في بلاد بني ضبة وبلاد بني سعد وكذلك كان أبوه يفعل ولا يجاوز (٦) هذين الحيين بإبله ولم يزل على حاله تلك حتى تزوج هند بنت النعمان بن المنذر وهي يومئذ جارية حين (٧) بلغت أو كادت قال ابن حبيب وذكر هشام بن الكبلي عن إسحاق بن الجصاص وحماد الراوية وابي


(١) الاصار: وتد الطنب أو الخباء
(٢) الحمالات جمع حمالة وهي الدية والغرامة يحملها قوم عن قوم
(٣) الثفروق: علامة ما بين النواة والقمع من التمرة
وقيل: ما التزق بأسفل العنب والتمر ونحوهما (راجع اللسان: ثفرق)
(٤) عن الاغاني ورسمها بالاصل: لسق
(٥) بدون إعجام بالاصل والمثبت عن م وفي المختصر: " با شنبيا " وهي غير موجودة في الاغاني
(٦) الاصل: حاجب وفي م: يجاوز والمثبت عن الاغاني
(٧) الاصل وم: حتى والمثبت عن الاغاني