للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فخرجنا كلنا مليا ثم قال مسلمة لي يا أخية والله لقد طال مكثنا عن أمير المؤمنين قالت فدخلنا عليه فإذا هو مسجى (١) بثوبه كأنما حرقه أهله جميعا وقد استقبل استقبل به القبلة والله ما كان على القبلة أنا (٢) أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا نا أحمد بن إبراهيم بن كثير وغير واحد قالوا نا وهب ابن جرير نا أبي قال سمعت المغيرة بن حكيم قال قالت لي فاطمة بنت عبد الملك بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز كنت أسمع عمر في مرضه الذي مات فيه يقول اللهم اخف عليهم موتي ولو ساعة من نهار فلما كان اليوم الذي قبض فيه خرجت من عنده فجلست فلي بيت آخر بيني وبينه باب وهو في قبة له فسمعته يقول " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " ثم هدأ فجعلت لا أسمع له حركة ولا كلاما فقلت لوصيف كان يخدمه ويحك أنظر أمير المؤمنين أنائم هو فلما دخل عليه صاح فوثبت فدخلت عليه فإذا هو ميت قد استقبل القبلة وأغمض نفسه فوضع إحدى يديه على فيه والأخرى على عينيه أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا ابن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله نا يعقوب (٣) نا عبد الله بن عثمان نا عبد الله بن المبارك نا جرير بن حازم نا المغيرة بن حكيم قال قالت لي فاطمة: كنت أسمع عمر بن عبد العزيز في مرضه الذي مات فيه يقول اللهم أخفل عليهم موتي ولو ساعة من نهار قالت فقلت له يوما يا أمير المؤمنين ألا أخرج عنك عسى أن تغفى شيئا فإنك لم تنم قالت فخرجت عنه إلى بيت إلى جانب (٤) البيت الذي هو فيه قالت [فجعلت] (٥) أسمعه يقول " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " يرددها مرارا ثم أطرق فلبثت طويلا لا أسمع له حسا


(١) في " ز ": مثجى
(٢) كذا بالاصل و " ز ": " أنا " وفي المطبوعة: أخبرنا
(٣) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٥٩٠ وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص ٣٦ - ٣٧
(٤) في المعرفة والتاريخ: جنب
(٥) سقطت من الاصل واستدركت عن " ز " والمعرفة والتاريخ