[قال] : وكان قد تلا على البوادي كلاما ذكر أنه قرآن أنزل عليه، وكانوا يحكون له سورا كثيرة منها: والنجم السيار، والفلك الدوّار، والليل والنهار، إنّ الكافر لفي أخطار، امض على سننك، وأقف أثر من كان قبلك من المرسلين، فإنّ الله قامع بك زيغ من ألحد في دينه، وضل عن سبيله. وهي طويلة.
قال: وكان المتنبي إذا شوغب في مجلس سيف الدولة ونحن إذ ذاك بحلب نذكر هذا القرآن وأمثاله فينكره ويجحده. قال: وقال له ابن خالويه النحوي «٢» يوما في مجلس سيف الدولة: لولا أن الآخر جاهل لما رضي أن يدعى بالمتنبي، لأن متنبي معناه كاذب، ومن رضي أن يدعى بالكذب فهو جاهل، فقال له: أنا لست أرضى أن أدعى بهذا وإنما يدعوني به من يريد الغضّ مني، ولست أقدر على الامتناع «٣» .
[قال أبو بكر الخطيب] :
[قال لنا التنوخي، قال لي أبي: فأما أنا، فإني سألته بالأهواز في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة عند اجتيازه بها إلى فارس، في حديث طويل جرى بيننا، عن معنى المتنبي، لأني أردت أن أسمع منه هل تنبأ أم لا؟ فأجابني بجواب مغالط لي، وهو أن قال: هذا شيء كان في الحداثة أوجبته الصورة، فاستحييت أن أستقصي عليه وأمسكت]«٤» .
قال أبو علي بن [أبي]«٥» حامد «٦» :
قال [لي]«٧» أبي: ونحن بحلب، وقد سمع قوما يحكون عن المتنبي هذه السورة «٨» ،