فقال: لولا جهله!! أين قوله: امض على سننك.. إلى آخر الكلام، من قوله تعالى فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ
[سورة الحجر، الآية: ٩٤] إلى آخر القصة، وهل تتقارب الفصاحة أو يشتبه الكلامان؟! وعيدان: بكسر العين وبالياء المعجمة باثنتين من تحتها هو والد أبي الطيب المتنبي، وكان يعرف بعيدان السقاء.
[قال ابن العديم] :
[قدم الشام في صباه وجال في أقطارها، وصعد بعد ذلك إلى الديار المصرية، وكان بها في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ثم قدم حلب وافدا على الأمير سيف الدولة أبي الحسن علي ابن عبد الله بن حمدان، ومادحا له، فأكرمه ونفق عليه، وصار خصيصا به، ملازما له حضرا وسفرا إلى أن خرج من حلب غضبان بسبب كلام وقع بينه وبين ابن خالويه في مجلس سيف الدولة فضربه ابن خالويه بمفتاح. وكان ابن خالويه مؤدب ولدي الأمير سيف الدولة أبي المكارم وأبي المعالي، فظفرت بجزء بخط ابن خالويه ذكر فيه ما يحفظه الأميران المذكوران، فذكر أنواعا من الفقه والأدب وأشعار العرب وقال في جملتها: ويحفظان من شعر الشاعر المعروف بالمتنبي كذا وكذا قصيدة، وعينها، ولم يذكر أنهما يحفظان لغيره من العصريّين شيئا، وهذا يدل على عظم قدره وجلالة أمره في ذلك الزمان. روى عن أبي الطيب: القاضي أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي، وأبو الفتح عثمان بن جني النحوي، وأبو محمد الحسن بن علي بن الصقر الكاتب، وأبو الحسن علي بن أيوب بن الحسين بن الساربان، والأستاذ أبو علي أحمد بن محمد مسكويه، وأبو عبد الله بن باكويه الشيرازي، وأبو الحسن علي بن عيسى الربعي، وأبو القاسم بن الحسن الحمصي، وعبد الصمد بن زهير بن هارون بن أبي جرادة، ومحمد بن عبد الله بن سعد النحوي، وعبد الله بن عبيد الصفري الشاعر الحلبي، وعبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الجوع الوراق المصري، وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله ابن المغربي، وأبو بكر الطائي، وأبو القاسم النيلبختي، وأبو محمد الحسن بن عمر بن إبراهيم، وأبو العباس بن الحوت، وجماعة سواهم.
[قال ابن أبي الجوع الوراق المصري: سألت أبا الطيب المتنبي عن مولده ومنشئه؟