فقل للفاخرين على نزار وهم في الأرض سادات العبادرسول الله والخلفاء منا ونبرأ من دعيّ بني إياد
وما منا إياد إذ أقرّت بدعوة أحمد بن أبي دواد
فقال «٣» ابن أبي دؤاد: ما بلغ مني أحد ما بلغ هذا الغلام المهزميّ، لولا أني أكره أن أنبّه عليه لعاقبته عقابا لم يعاقب أحد مثله، جاء إلى منقبة كانت لي فنقضها، عروة بعروة.
قال يعقوب بن أبي إسحاق الصائغ:
لما وجّه المأمون بأبي إسحاق المعتصم إلى مصر وعقد له من باب الأنبار «٤» إلى أقصى الغرب قال ليحيى بن أكثم «٥» : ينبغي أن ترتاد لي رجلا لبيبا، له علم وأمانة، أنفذه مع أبي إسحاق، وأولّيه المظالم في أعماله، وأتقدم إليه سرّا بمكاتبتي سرّا بأخباره وما يجري عليه أموره، وبما يظهر ويبطن، وما يرى من أمور قواده وخاصّته، وكيف تدبيره في الأموال وغيرها، فإنّي لست أثق بأحد ممن يتولّى البريد، وما أحب أن أجشمه بتقليد صاحب البريد عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، عندي رجل من أصحابه أثق بعقله ورأيه وصدقه، فقال: جئني به في يوم كذا.
فصار يحيى بأحمد بن أبي دؤاد إلى المأمون فكلّمه فوجده فهما راجحا فقال له: أريد إنفاذك مع أخي أبي إسحاق وأريد أن تكتب بأخباره سرّا وتفتقد أحواله وأموره وتدبيره وخبر خاصته وخلواته، وتنفذ كتبك بذلك إلى يحيى بن أكثم مع ثقاتك، فقال له أحمد: أبلغ لك