[حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن داود، ثنا عبد الله بن هلال الدومي «٣» ببيروت ثنا أحمد بن عاصم قال «٤»«٥» .
التقى فضيل بن عياض وسفيان الثوري فتذاكرا [فبكيا]«٦» ، فقال سفيان لفضيل: يا أبا علي، إني لأرجو ألا نكون جلسنا مجلسا قط أعظم علينا بركة من هذا المجلس! فقال الفضيل: لكني أخاف ألا نكون جلسنا مجلسا قط أضرّ علينا منه «٧» . قال: ولمه يا أبا علي؟! قال: ألست تخلّصت إلى أحسن حديثك فحدثتني به، وتخلصت أنا إلى أحسن حديثي فحدثتك به؟ فترتبت «٨» لي وترتبت لك؟ قال: فبكى سفيان بكاء أشد من البكاء الأول ثم قال: أحييتني أحياك الله.
وكنية أحمد بن عاصم، أبو علي، ويقال: أبو عبد الله، من متقدمي مشايخ الثغور، وكان أبو سليمان الداراني يسميه «جاسوس القلوب» لحدّة فراسته. وكان من أقران بشر بن الحارث، والسريّ، والحارث المحاسبي «٩» .
قال أحمد بن عاصم «١٠» : إذا طلبت صلاح قلبك فاستعن «١١» له بحفظ لسانك.
وقال «١٢» : إذا جالستم أهل الصدق فجالسوهم بالصدق، فإنهم جواسيس القلوب،