[حدّثني «١» عمّي قال حدّثني أحمد بن أبي خيثمة قال: حدّثنا مصعب بن عبد الله الزّبيريّ قال: كان إسماعيل بن يسار النّسائيّ مولى بني تيم بن مرّة: تيم قريش، وكان منقطعا إلى آل الزّبير. فلمّا أفضت الخلافة إلى عبد الملك بن مروان، وفد إليه مع عروة بن الزّبير، ومدحه ومدح الخلفاء من ولده بعده. وعاش عمرا طويلا إلى أن أدرك آخر سلطان بني أميّة، ولم يدرك الدولة العبّاسيّة. وكان طيّبا مليحا مندرا «٢» بطّالا «٣» ، مليح الشّعر، وكان كالمنقطع إلى عروة بن الزّبير، وإنّما سمّي إسماعيل بن يسار النّسائيّ، لأنّ أباه كان يصنع طعام العرس ويبيعه، فيشتريه منه من أراد التعريس من المتجملّين، وممن لم تبلغ حاله اصطناع ذلك.
وأخبرني الأسديّ قال: حدّثنا أبو الحسن محمد بن صالح بن النّطّاح قال: إنما سمّي إسماعيل بن يسار النّسائيّ لأنه كان يبيع النّجد والفرش التي تتّخذ للعرائس؛ فقيل إسماعيل بن يسار النّسائيّ.
وأخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ قال: حدّثنا الخليل بن أسد عن ابن عائشة: أنّ إسماعيل بن يسار النّسائيّ إنّما لقّب بذلك، لأنّ أباه كان يكون عنده طعام العرسات «٤» مصلحا أبدا؛ فمن طرقه وجده عنده معدّا.
أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال: حدّثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال: حدّثني الزّبير بن بكّار قال: قال مصعب بن عثمان:
لمّا خرج عروة بن الزّبير إلى الشام يريد الوليد بن عبد الملك، أخرج معه إسماعيل بن يسار النّسائيّ، وكان منقطعا إلى آل الزّبير، فعادله «٥» . فقال عروة ليلة من اللّيالي لبعض غلمانه: انظر كيف ترى المحمل؟ قال: أراه معتدلا. قال إسماعيل: الله أكبر، ما