فقال زبّان: لا شيء وأبيهم إلّا اللّحز «١» وقلّة المعرفة وضيق العطن «٢» .
قال عمر بن شبّة: حدّثني إسحاق الموصليّ قال:
غنّي الوليد بن يزيد في شعر لإسماعيل بن يسار، وهو:
حتّى إذا الصبح بدا ضوءه وغارت الجوزاء والمرزم «٣»
خرجت والوطء خفيّ كما ينساب من مكمنه الأرقم «٤»
فقال: من يقول هذا؟ قالوا: رجل من أهل الحجاز يقال له إسماعيل بن يسار النّسائي؛ فكتب في إشخاصه إليه. فلمّا دخل عليه استنشده القصيدة التي هذان البيتان منها: فأنشده:
كلثم أنت الهمّ يا كلثم وأنتم دائي الذي أكتم
أكاتم الناس هوى شفّني وبعض كتمان الهوى أحرم
قد لمتني ظلما بلا ظنّة «٥» وأنت فيما بيننا ألوم
أبدي الذي تخفينه ظاهرا أرتدّ عنه فيك أو أقدم
إمّا بيأس منك أو مطمع يسدى بحسن الودّ أو يلحم
لا تتركيني هكذا ميّتا لا أمنح الودّ ولا أصرم «٦»
أوفي بما قلت ولا تندمي إنّ الوفيّ القول لا يندم
آية ما جئت على رقبة بعد الكرى والحيّ قد نوّموا
أخافت المشي حذار العدا والليل داج حالك مظلم
ودون ما حاولت إذ زرتكم أخوك والخال معا والعم