حتّى دخلت البيت فاستذرفت من شفق عيناك لي تسجم «٢» ثم انجلى الحزن وروعاته وغيّب الكاشح والمبرم «٣»
فبتّ فيما شئت من نعمة «٤» يمنحنيها نحرها والفم
حتّى إذا الصبح بدا ضوءه وغارت الجوزاء والمرزم
خرجت والوطء خفيّ كما ينساب من مكمنه الأرقم
قال: فطرب الوليد حتّى نزل عن فرشه وسريره، وأمر المغنّين فغنّوه الصوت وشرب عليه أقداحا، وأمر لإسماعيل بكسوة وجائزة سنية، وسرّحه إلى المدينة.
حدّثنا أحمد بن عبيد الله بن عمّار قال: حدّثنا عمر بن شبة قال: حدّثنا إسحاق الموصليّ قال حدّثنا محمد بن كناسة قال:
اصطحب شيخ وشباب في سفينة من الكوفة؛ فقال بعض الشباب للشيخ: إنّ معنا قينة لنا، ونحن نجلّك ونحبّ أن نسمع غناءها. قال: الله المستعان؛ فأنا أرقى علىالأطلال «٥» وشأنكم. فغنّت:
حتّى إذا الصبح بدا ضوءه وغارت الجوزءا والمرزم
أقبلت والوطء خفيّ كما ينساب من مكمنه الأرقم
قال: فألقى الشيخ بنفسه في الفرات، وجعل يخبط بيديه ويقول: أن الأرقم! أنا الأرقم! فأدركوه وقد كاد يغرق؛ فقالوا: ما صنعت بنفسك؟ فقال: إنّي والله أعلم من معاني الشعر ما لا تعلمون.
أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف قال: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهروية قال: