قال: فنظر إليهما عبد الملك متبسّما، والتفت إلى سليمان فقال: أخرجك إسماعيل من هذا الأمر. فقطب سليمان ونظر إلى إسماعيل نظر مغضب. فقال إسماعيل: يا أمير المؤمنين، إنما وزن الشعر أخرجه من البيت الأوّل، وقد قلت بعده:
وأمضيت عزما في سليمان راشدا ومن يعتصم بالله مثلك يرشد
فأمر له بألفي درهم صلة، وزاد في عطائه، وفرض له، وقال لولده: أعطوه؛ فأعطوه ثلاثة آلاف درهم. دخل إسماعيل بن يسار يوما على هشام بن عبد الملك في خلافته وهو بالرّصافة «١» جالس على بركة له في قصره، فاستنشده وهو يرى أنه ينشد مديحا له؛ فأنشده قصيدته التي يفختر فيها بالعجم:
يا ربع رامة «٢» بالعلياء من ريم «٣» هل ترجعنّ إذا حيّيت تسليمي
ما بال حيّ غدت بزل «٤» المطيّ بهم تخدي «٥» لغربتهم سيرا بتقحيم
كأنّني يوم ساروا شارب سلبت فؤاده قهوة من خمر داروم «٦»
حتّى انتهى إلى قوله:
إنّي وجدّك ما عودي بذي خور عند الحفاظ ولا حوضي بمهدوم
أصلي كريم ومجدي لا يقاس به ولي لسان كحدّ السّيف مسموم «٧»