انصرفت من مجلس عبيد الله بن معاذ بالبصرة، فإذا بحلقة وبجماعة من الناس قيام، فنظرت فإذا بشاب مجنون، فقيل لي: يا فتى، تؤذن في أذنه؟ فقلت: أمسكوا يده ورجله «٣» ، وأذنت في أذنه، فلما بلغت: أشهد أن محمدا رسول الله، قال لي: على لسان المجنون بصوت يسمعه الحاضرون: من لسوم محمد مكن «٤» يعني أنا انصرف ولا تذكر محمدا.
قال أبو أحمد بن عدي:
رأيت مجلس الفريابي تجوز فيه خمسة عشر ألف محبرة وكنا نحتاج أن نبيت في موضع المجلس، لنجد من الغد موضع مجلس «٥» .
[قال أبو بكر الخطيب]«٦» :
[جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض، أبو بكر الفريابي، قاضي الدينور، أحد أوعية العلم، ومن أهل المعرفة والفهم، طوّف شرقا وغربا، ولقي أعلام المحدثين في كل بلد، وسمع بخراسان وما وراء النهر، والعراق والحجاز، ومصر، والشام، والجزيرة، ثم استوطن بغداد، وحدث بها. قال الحسن بن شهاب العكبري: سمعت أبا علي ابن الصواف يقول: سمعت الفريابي يقول: كتبت الحديث سنة أربع وعشرين ومئتين من المشرق إلى المغرب فما رأيت أحدا يقرأ عليه، ولا قرأت على أحد، إلا على أبي مصعب الزهري بالمدينة، فإنه قد كان ثقل لسانه، وعلى المعلى بن مهدي بالموصل.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: بلغني عن شيخنا أبي حفص عمر بن محمد بن