وقال أبو عبيد الله المرزباني «١» : هو سمعان بن هبيرة بن فروة «٢» بن عمرو بن عبيد بن أسعد «٣» بن جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين.
قرأت في كتاب أبي محمد بن زبر فيما رواه ابنه محمد بن عبد الله بن أحمد عنه، ثنا الحارث بن أبي أسامة، نا ابن سعد، أنا الواقدي قال: وجدت هذا الكتاب عند عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر فقرأته عليه، وسألته ممن صار إليك هذا؟ فإذا هو يورطه إلى ناحية الكوفة، قال:
لما أراد معاوية أن يبايع أهل الأمصار ليزيد كتب إلى زياد أن يوفد عليه وجوه أهل الكوفة، فذكره وفيه: فلمّا اجتمع أهل البصرة والكوفة، يعني عند معاوية، قام أبو سمّال الأسدي، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا أمير المؤمنين لا ينفع الحذر القدر، ولا يغلب الجهل القضاء، ولا يملك الناس تغيير «٤» النعماء، وليس أمير المؤمنين بالذي يعطينا ولا يمنعنا، ولا بالذي يضعنا ولا يرفعنا، ولكن الله هو الرافع الخافض، المعطي المانع، والأمور بيده وهو يديرها في خلقه كما يشاء، نحن يا أمير المؤمنين رعية أنت مسؤول عنها، ومجازى بما عملت فيها، ولا تعذر بفسادها، فقال له معاوية وهو يستنطقه: ولست راع يا أبا سمّال، قال: والله ما رعيت الشاء ولا لبست العباء. قال معاوية: لكن أهل بيتك أنت راع عليهم ومسؤول عنهم، قال أبو سمّال: والله إنّي لأضرب جاهلهم وأعطي سائلهم وأقوّم جائرهم، وإنّي لتدركني «٥» لهم رأفة الوالد ولده، والبعل زوجته، فقال معاوية له:
حاجتك يا أبا سمّال؟ فما «٦» عرّضت بذكر الولد والزوجة إلا لذلك. قال «٧» : مسألتي إياك يسيرة، وعطيتك إياي جليلة، فأخّر معاوية عطية أبي سمّال حتى كان اليوم الذي أذن للوفود فيه برجوعهم إلى أمصارهم، فبعث إليه بخمسة آلاف درهم، وثلاثة «٨» مطارف «٩» ،