الله ناصر من نصره، ومعزّ دينه، وقد جمعكم الله على خيركم. فلمّا بلغ عمر كلام سهيل بمكة قال: أشهد أن محمدا رسول الله، وأن ما جاء به حق، هذا هو المقام الذي عنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين قال لي:«لعله يقوم مقاما لا تكرهه»
[١٤٢٢١] .
أخبرنا أبو منصور عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن زريق «١» ، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق، أنا إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي، أنا أحمد بن الحسن بن شقير النحوي، أنا أحمد بن عبيد بن ناصح، نا محمد بن عمر الواقدي قال: بحديث ذلك- يعني خطبة أبي بكر الصديق حين توفي رسول الله- فروة بن زبيد «٢» بن.... «٣» فقال: حدثني سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي عمرو بن عدي بن الحمراء الخزاعي قال: نظرت إلى سهيل بن عمرو يوم جاء نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقلد السيف ثم خطبنا بخطبة أبي بكر التي خطب بالمدينة كأنه كان يسمعها.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، نا أبو بكر بن سيف، ثنا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن سعيد ابن عبد الله الجمحي، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، عن أبيه قال «٤» :
مات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعلى مكة وعملها عتّاب بن أسيد، فلمّا بلغهم موت النبي صلّى الله عليه وسلّم ضجّ أهل المسجد، فبلغ عتابا، فخرج حتى يدخل شعبا من شعاب مكة، وسمع أهل مكة الضجيج، فتوافى رجالهم «٥» إلى المسجد فقال سهيل: أين عتاب «٦» ؟ وجعل يستدل عليه حتى أتى عليه في الشّعب، فقال: ما لك؟ قال: مات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: قم في الناس فتكلّم، قال: لا أطيق مع موت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الكلام، قال: فاخرج معي، فأنا أكفيكه،