يجلس إلي، لو استطعت ألا يقع الذباب على وجهه لفعلت.
وعن ابن عباس كان يقول «١» : ثلاثة لا أكافئهم «٢» : رجل ضاق مجلسي فأوسع لي، ورجل كنت ظمآن فسقاني، ورجل اغبرّت قدماه في الاختلاف على بابي، ورابع «٣» لا أقدر على مكافأته، ولا يكافئه عني إلا الله عز وجل: رجل حزبه أمر فبات ليلته ساهرا. فلما أصبح لم يجد لحاجته معتمدا غيري.
قال «٤» : وكان يقول: إني لأستحيي من الرجل يطأ بساطي ثلاث مرات ثم لا يرى عليه أثر من أثري. قال ابن عباس «٥» : ما بلغني عن أخ لي مكروه قط إلا أنزلته أحد ثلاثة منازل: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان نظيري تفضّلت عليه، وإن كان دوني لم أحفل به. وهذه سيرتي في نفسي، فمن رغب عنها فأرض الله واسعة.
ولما أصيبت عين ابن عباس نحل جسمه. فلما ذهبت الأخرى عاد لحمه، فقيل له في ذلك، فقال: أصابني ما رأيتم في الأولى شفقة على الأخرى، فلما ذهبتا اطمأن قلبي «٦» .
قال عكرمة «٧» : لما وقع الماء في عين ابن عباس قيل له: تنزع الماء من عينيك، على أنك لا تصلي سبعة أيام، فقال: لا إنه من ترك الصلاة سبعة أيام وهو يقدر عليها لقي الله وهو عليه غضبان «٨» .