في جاهليّتي أبغي بعيرا شرد منّي، أقفو أثره في تنائف «١» حقاف «٢» ، ذات ضغابيس «٣» ، وعرصات جثجاث «٤» بين صدور جرعان وغمير حوذان «٥» ، ومهمه ظلمان «٦» ، ورضيع أيهقان «٧» ، وبينا أنا في غوائل الفلوات أجول سبسبها وأرمق فدفدها «٨» ، إذ جنّني اللّيل فلجأت إلى هضبة في ستارتها أراك كباث «٩» مخضوضلة «١٠» بأغصانها، كأن بريرها «١١» حبّ فلفل في بواسق أقحوان، وقد مضى من الليل ثلثه الأوّل، فغلبتني عيني، فرقدت، فإذا أنا بهاتف يقول:
وسنان أم تسمع ما أنبيكا فارحل هديت وابتغي دميكا «١٢»
يفري قيام الآل والدلوكا «١٣» حتى تحلّ منهلا مسلوكا
بيثرب يحظى به سنوكا ائت رسولا عبد المليكا
يدني إليه الحرّ والمملوكا ويقبل السّوقة والملوكا
رسول صدق يفرج الشّكوكا
فاستيقظت لذلك، وأنشأت أقول «١٤» :
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute