فقالت الأعرابية: يا أمير المؤمنين، ما أدري أيهم أحسن: الشعر، أو من قاله، أو من قيل فيه، فأمر لها بجائزة.
كان «١» الرشيد شديد الحب لهيلانة، وكانت قبله ليحيى بن خالد، فدخل يوما إلى يحيى قبل الخلافة، فلقيته في ممر «٢» ، فأخذت بكمه فقالت: أمالنا «٣» منك يوم مرة؟ فقال لها: بلى، فكيف السبيل إلى ذلك؟ فقالت: تأخذني «٤» من هذا الشيخ، فقال ليحيى: أحب أن تهب لي فلانة، فوهبها له، وغلبت عليه «٥» ، وكانت تكثر أن تقول: هي لانة، فسماها هيلانة، فأقامت عنده ثلاث سنين، وماتت، فوجد عليها وجدا شديدا، وأنشد:
أقول لما ضمّنوك الثرى «٦» وجالت الحسرة في صدري
اذهب فلا والله ما سرّني بعدك شيء آخر الدهر
كتب هارون الرشيد «٧» إلى جاريته الخيزرانة وهي بمكة:
نحن في أفضل «٨» السرور ولكن ليس إلا بكم يتم السرور
عيب ما نحن فيه يا أهل ودّي أنكم غبتم «٩» ونحن حضور