ومروان ابن الحكم «١» ، وسائر القوم من قريش والأنصار. فلما خرج به ليقاد منه بالحرّة جعل ينشد الأشعار، فقالت له حبّى المدينة: ما رأيت أقسى قلبا منك، أتنشد الشعر وأنت يمضى بك لتقتل؟! وهذه خلفك كأنها ظبي عطشان تولول- تعني: امرأته- فوقف، ووقف الناس معه، وأقبل على حبّى فقال «٢» :
فما وجدت وجدي بها أم واحد «٣» ولا وجد حبّى يابن أمّ كلاب
رأته طويل الساعدين شمردلا «٤» كما انتعتت من قوة وشباب «٥»
فأغلقت حبّى في وجهه الباب وسبّته. ولما قدم نظر إلى امرأته فدخلته غيرة، وقد كان جدع في حربهم، فقال «٦» :
فإن يك أنفي بان منه جماله فما حسبي في الصالحين بأجدعا
فلا تنكحي إن فرّق الدهر بيننا أغم «٧» القفا والوجه ليس بأنزعا «٨»
ضروبا بلحييه «٩» على عظم زوره إذا القوم همّوا بالفعال تقنّعا «١٠»
فسألت «١١» القوم أن يمهلوه قليلا، ثم أتت جزّارا، فأخذت منه مدية، فجدعت بها أنفها ثم أتته قبل أن يقتل مجدوعة الأنف، وقالت: ما عسى أن يكون بعد هذا؟ وقيل: إنها قالت: أهذا فعل من له في الرجال حاجة؟ فقال: الآن طاب الموت، ثم أقبل على أبويه فقال «١٢» :