قال حمزة بن يوسف «١» : روى بجرجان في سنة اثنتين وتسعين ومئتين. روى عنه أبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد بن عدي وأبو أحمد الغطريفي وغيرهم.
حدّثني «٢» الشيخ الصالح الأصيل أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن عمر ابن الصفار الإسفرايني قال: وقبره- يعني قبر أبي عوانة- بإسفراين مزار العالم ومتبركالخلق. وبجنب قبره قبر الراوية عنه أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري الإسفرايني في مشهد واحد داخل المدينة، على يسار الداخل من باب نيسابور من إسفراين، وقريب من مشهده مشهد الأستاذ الإمام أبي إسحاق الإسفرايني رحمة الله عليه، على يمين الداخل من باب نيسابور، وبجنب قبره قبر الأستاذ أبي منصور البغدادي الإمام الفقيه المتكلم صاحبه، الصاحب بالجنب حيا وميتا، المتظاهرين لنصرة الدين بالحجج والبراهين. سمعت جدي الإمام شيخ الإسلام عمر ابن الصفار رحمة الله عليه، ونظر إلى القبور حول الأستاذ الإمام أبي إسحاق، وأشار إلى المشهد وخارج المشهد، وقال: قد قيل ها هنا من الأئمة والفقهاء على مذهب الإمام الشافعي رضوان الله عليه أربعون إماما، كل واحد منهم لو تصرف في المذهب وأفتى برأيه واجتهاده- يعني على مذهب الشافعي- لكان حقيقا بذلك، فقال رحمه الله: العوام يتقرّبون إلى مشهد الأستاذ [أبي إسحاق]«٣» أكثر مما يتقرّبون إلى مشهد أبي عوانة وهم لا يعرفون قدر هذا الإمام الكبير المحدث أبي عوانة لبعد العهد بوفاته، وقرب العهد بالأستاذ والإمام أبو عوانة هو الذي أظهر لهم مذهب الشافعي بإسفرايين بعد ما رجع من مصر وأخذ العلم عن أبي إبراهيم المزني رحمه الله، وكان جدي رحمه الله إذا وصل إلى مشهد الأستاذ رأيته لا يدخل المشهد احتراما بل كان يقبل عتبة المشهد وهي مرتفعة بدرجات، ويقف ساعة على هيئة التعظيم والوقار «٤» ، ثم يعبر عنه كالمودع لعظيم عظيم الهيبة، وإذا وصل إلى مشهد أبي عوانة كان أشد تعظيما له، وإجلالا وتوقيرا ويقف أكثر من ذلك، كأنه واقف بقبر النبي صلّى الله عليه وسلّم.
روى عن بشر بن مطر بسنده إلى ابن عمر:
أنّ عمر أتى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم- وقد كان ملك مائة سهم من خيبر اشتراها حتى استجمعها-