قيل لموسى إن آية لقياك إياه أن تنسى بعض متاعك. فخرج موسى وفتاه يوشع بن نون، وهو أحد الرجلين اللذين.... «١» الله عليهما. قال: وأحسبه قال: هو فتى موسى.
وحكى إسحاق بن بشر عن سعيد عن قتادة عن الحسن، وجويبر عن أبي سهل عن الحسن قال:
إنّ الله لم يقبض موسى حتى أحبّ الموت، وذلك أنه لم يكن في الأنبياء أكرم، ولا أهيب، ولا أعظم عنده من موسى، فأراد الله أن يحبب الموت إلى موسى، ويزهّده في الحياة بتحويل النبوة عنه «٢» .
قال: وأخبرنا إسحاق عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعب القرظيّ «٣» :
أنه حين حولت النبوة إلى يوشع أحبّ موسى الموت، فكان يغدو ويروح يوشع على موسى، فيقول له موسى: يا نبيّ الله، أحدث الله إليك اليوم شيئا؟ فيقول يوشع: يا صفيّ الله «٤» ، صحبتك كذا وكذا سنة، فهل سألتك عن شيء يحدث الله إليك حتى تكون أنت تبديه لي «٥» ؟ فلما رأى موسى الجماعة عند يوشع أحبّ الموت «٦» .
قال المعافى بن زكريا «٧» : حدّثنا أحمد بن العباس العسكري حدّثنا عبد الله بن أبي سعيد «٨» حدّثنا أبو الأصبغ، حدّثنا ضمرة عن ابن عطاء عن عطاء قال:
أوحى الله إلى موسى بن عمران أنّ يوشع هو القائم على الناس بعدك، فقال: يا رب، أزرع أنا، ويحصد يوشع؟ أأرعى أنا الغنم، حتى إذا صلحت واستوت صارت إلى يوشع؟!