«غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل له بضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها، ولم يبن بها ولا رجل له غنم له خلفات وهو ينتظر أولادها، ولا رجل بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، قال: فغزا، فلما دنا من القرية قال للشمس: أنت مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا. قال: فواقع القوم وظفر، فجمعت الغنائم، فجاءت النار لتأكلها، فلم تطعمها، قال:
إن فيكم غلولا» .
وفي رواية:
«لا يغز معي رجل تزوج امرأة لم يبن بها، ولا رجل له غنم ينتظر ولادها، ولا رجل بنى بناء لم يفرغ منه، فلما أتى المكان الذي يريده وجاء عنده العصر فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ ساعة، فحبست له ساعة حتى فتح الله عليه» . وذكر الحديث نحو ما مضى. وقال:«فلصقت يده بيد رجلين أو ثلاثة فأخرجوا مثل رأس بقرة من ذهب فألقوه في الغنيمة فجاءت النار فأكلته» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:«لم تحل الغنيمة لأحد كان قبلنا، وذلك أن الله رأى ضعفنا وطيبها لنا، وزعموا أن الشمس لم تحبس لأحد قبله ولا بعده» .
وروى يونس بن بكير عن أسباط بن نصر الهمذاني عن إسماعيل بن عبد الرّحمن القرشي قال:
لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأخبر قومه بالرفقة والعلامة في العير، قالوا: فمتى تجيء، قال:«يوم الأربعاء» فلمّا كان ذلك اليوم أشرفت قريش ينتظرون قد ولّى النهار ولم تجىء، فدعا النبي صلى الله عليه وسلّم، فزيد له في النهار ساعة، وحبست الشمس، فلم تردّ الشمس على أحد إلّا «١» على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، يومئذ، وعلى يوشع بن نون حين قاتل الجبارين يوم الجمعة، فلمّا أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم، ويدخل السبت، فلا يحل له قتالهم فيه، فدعا الله فرد له الشمس حتى فرغ من قتالهم.
وحكى إسحاق بن بشر بإسناده عن كعب: أن يوشع بن نون لما حاصر أهل أريحا وافق ذلك يوم الجمعة فقيل لأهل أريحا إن غدا سبتهم وهم يعظمون السبت، فإذا كان عشية الجمعة بعد ما تنصرف الشمس لم يقاتلوا،