للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تهلكهم في غداة واحدة «١» ؟ فعند ذلك عرف يونس ذنبه، فاستغفر ربّه، فغفر له.

وعن ابن عباس:

أن يونس لما التقمه الحوت، وقعد بالأرض السابعة فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ

[سورة الأنبياء، الآية: ٨٧] فأخرجه فألقاه على وجه الأرض مثل المنفوش «٢» لا ظفر ولا شعر، فأنبت الله عليه شجرة يستظل تحتها، فتساقط ورقها ويبست، فحزن لذلك، فأوحى الله إليه: أتحزن على شجرة ولا تحزن على مئة ألف أو يزيدون؟

وروي عن عائشة مرفوعا:

«أمّا صلاة الفجر فتاب الله على آدم، وأمّا صلاة الهاجرة فتاب الله على داود، وأمّا العصر فتاب الله على سليمان، وأمّا المغرب فبشر يعقوب بيوسف، وأمّا العشاء فأخرج الله يونس من بطن الحوت حين «٣» اشتبكت النجوم، وغاب الشّفق، فصلى لله أربع ركعات شكرا، فجعلها الله لي ولأمّتي تمحيصا، وكفّارات ودرجات» . وكذا قال في البواقي.

وقيل: إن يونس كان آثر الصمت، فقيل له: يا نبي الله، إنّا نراك تكثر السكوت؟ فقال:

كثرة الكلام أسكنتني بطن الحوت. فلمّا خرج يونس من بطن الحوت عاتبه الله في دعائه على قومه، فقال له: آليت على نفسي أن أعذّبك، فقال: عذاب الدنيا، فقال: اخطب من فلان ابنته، ففعل، فكانت تسومه سوء العذاب.

قال محمّد بن زكريا الغلابي: حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن، عن أبيه، قال: كان.... «٤» يكنى أبا إسحاق، وكانت له نوادر، فبينا ذات يوم جالس إذ جاء أصحابه، فقالوا:

يا أبا إسحاق، هل لك في الخروج بنا إلى العقيق، وإلى قباء، وإلى أحد ناحية قبور الشهداء؟

فإن هذا يوم كما ترى طيب. فقال: اليوم يوم الأربعاء ولست أبرح من منزلي، فقالوا: ما تكره من يوم الأربعاء، وفيه ولد يونس بن متّى. قال: بأبي وأمي صلّى الله عليه وسلّم فقد التقمه الحوت، فقالوا:

يوم نصر فيه النبي صلّى الله عليه وسلّم يوم الأحزاب. قال: أجل، ولكن بعد أن زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر.