للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال سعيد عن قتادة عن الحسن: أنه رجع إليهم؛ وذلك أن الراعي انطلق، فنادى في المدينة بصوت رفيع حزين: ألا إنّ رسول الله يونس بن متّى قد رأيته. فاجتمع الناس، وكذّبوه، فقال: إنّ لي بينة، واستشهد الشاة أنه رآه، فأطلق الله لسانها، فقالت: نعم، وشرب من لبني، وأمرني أن أشهد لك. ثم انطلق بهم إلى الصخرة، فقال لها: أيّتها الصخرة، نشدتك بالذي كشف عنا العذاب، هل رأيت يونس؟ قالت: نعم، وأمرني أن أشهد لك، وإنه لتحت ظلّي الساعة، فانحدروا في الوادي، فإذا هم بيونس قائما يصلّي، فاحتملوه، ورفعوا أصواتهم بالبكاء والتضرع إلى الله حتى أدخلوه مدينتهم، فأنزل الله عليهم بركات السماء، وأخرج لهم من بركات الأرض، وجمع الله تعالى بين يونس وأهله، فأقام فيهم حتى أقام لهم السنن والشرائع. ثم سأل ربه أن يخرج، فيسيح في الأرض، فيتعبد حتى يلحق بالله، فأذن له، فخرج. وعمد الملك إلى الراعي الذي رأى يونس، فولاه الملك، وقال: أنت خيرنا وسيّدنا. ثم لحق الملك بالنّساك، فلم ير بعد ذلك يونس، ولا الملك.

وقال ابن سمعان:

لما شهدت له الصخرة والشاة، اجتمعوا فبكوا حزنا على ذكر يونس، ولما يروه، وقالوا للراعي: أنت خيرنا وسيدنا، إذا رأيت، فملكوه عليهم، وقالوا: لا ينبغي أن يكون فينا أحد أرفع منك. ولا نعصي لك أمرا بعد ما رأيت يونس، فكان ذلك آخر العهد بيونس. وكل قالوا: فملكهم الراعي أربعين سنة.

وفي رواية عمرو بن ميمون الأودي:

أن يونس قال للراعي: إني أبعث معك بشاهدين: هذه الشجرة وهذا الحجر.

فاحتملهما الراعي معه، وأتى قومه، وكانوا قد سمعوا أن الله أرسل إليهم رسولا فتلكأ، فالتقمه الحوت، فالقوم فزعون وجلون لا يدرون ما يأتيهم من أمر الله، فقالوا: كذاب، أنا.... «١» قال: إني قد جئتكم على ما أقول ببينة. قالوا: هات. قالت الشجرة: نعم، أنا أشهد أنه رسول الله إليكم. وقال الحجر: وأنا أشهد مثل ذلك. وأتاهم يونس وأمن القوم